الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:23 AM
الظهر 11:47 AM
العصر 3:13 PM
المغرب 5:55 PM
العشاء 7:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص

الخليلي الشريف والإبريق السحري

الخليلي خليل الشريف

الخليل- رايــة :طه أبو حسين

الخليلي خليل الشريف، صانعُ الإبريق السحري، ما زالت تعلق في ذاكرته صورة اليدين اللتين امتزجتا بالطين بينما كانتا تحيكان قطعة فخارية غاية في الإبداع على الدولاب اليدوي، فدارت الفكرة في رأسه تمامًا كما دارت القطعة دورتها حتى (خرطت مشطه) فجذبته من صفوفه المدرسية التي لم يجد نفسه فيها ووجد روحه تبدع في فضاء ورشة الفخار.

"الفخار صنعة حرفية متوارثة، كنت طالب بالمدرسة أتابع أبي وجدي وعمالهم كيف يعملون ويصنعون في ورشتنا، أتابع يديهم المتسخة بالطين، فأحببتها، وانخرطت بها عام 1965، وتعلمتها حتى أتقنتها" قال خليل الشريف.

بينما كان يجلس خليل الشريف (71 عاما) على كرسي تقليدي في ورشته بـ (عين القرنة) بالخليل العتيقة وعينيه في تركيز عالٍ مع قطعته الفخارية التي تدور على دولابه، قال: "صناعتنا يدوية، نعتمد على اليدين والأهم التفكير، فالطينة نشكلها على دولاب، وبعدها تدخل مرحلة الشوي مرة واحدة عكس الخزف مرتين، مرة قبل الرسم وأخرى بعده".

أخذ نجم الشريف يلمع بعد عشر سنوات من تعلمه المهنة، فأصبح يبتكر نماذج جديدة، ثم تمرّس على أشكال معقدة لا يمكن لكثير أن ينافسه فيها، حتى أن بعضها لا منافس له فيها كما يقول "أكثر النماذج التي أعتبرها خاصة بي، الأرجيلة، الإبريق السحري، فانوس العطر الخاص بالمناسبات الجميلة كالأعراس والنجاح، وأي شكل معقد، فالطينة نحن نشكلها كيفما نحب".

الإبريق السحري، الشكل المعقد الذي يحترفه الشريف عن سواه له قصة يرويها "قصة الإبريق السحري أن حرفي صنعه لأحد الملوك قديمًا الذي كان متخوًا من أن يسمّه أحد، فصنعه الحرفي بطريقة توضع به المياه من الأسفل، حتى لا يقوى أحد على دس السم فيه". فسرّ وسحر الإبريق بطريقة صناعته خاصة تكوينه الداخلي الذي حاول كثير الصنّاع تطبيقه لكنه لم يقوى على إخراجه بدقة وجمال كبيرين كما الشريف.

يميل الشريف لكل ما يحتاج لفكر وتركيز عاليين، فيصنع الأرجيلة لعشاقها "الأرجيلة تستخدم ومريحة أكثر من الأرجيلة العادية، فتعطيها أماكن تعطي هواء أكثر لتريح المدخن بالنفس، بالاضافة أنها جميلة بالرسوم المميزة".

مشغلُ الشريف متواضع لدرجة كبيرة، حتى أنه جزء من منزله، ومع ذلك يحبّ الأجواء الخاصة خلال عمل التحف المعقدة "أحب عمل الأشغال المعقدة في ساعات نوم الناس، فلا أحب وجود أحد عندي لأنها حساسة جدا، أحب الإنفراد بها على عكس الأشغال العادية".

الشريف ورث المهنة عن أبيه الذي ورثها عن جده قبل حوالي (قرن) من الزمن فورّثها لنجله الأكبر محمود الذي بات يعتمد عليه بشكل كامل بأعمال الرسم تحديدًا لتميّزه فيه.

"الطين والقلالة قصة حياة في داخلي، أشعر بأني أنا من هذه الأرض، أحبها بشكل مجنون، والصنعة في دمي" لخّص الشريف علاقته بالفخار، ثم فصّل مكوناتها "نحضر القلالة المتسخرج من طبقات الأرض بالخليل، نخلطها بالتراب الأحمر، ونضع فيه رمل وملح لتبريد المياه، نمزج المواد ببعضها، وتصبح طينة جاهزة للعمل".

 

 

 

 

 

 

Loading...