الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الفاخوري..عائلة تحمي مهنة "الفواخرجي" من الاندثار

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

بينما كان الطين يتداخل بين أصابع يدي صانعه راتب الفاخوري، أصابعه التي خلقت من صلصال يشبه الفخار الذي يشكّل به أوانِ فخارية متعددة الأشكال لأغراض مختلفة، قال "الفخار حياتي، لا أستطيع تركه، فإذا بقيت في المنزل سأمرض، وحبي للفخار يحمل سرًا إلهيًا".

"بدأت مشواري مع عمي ووالدي قرب الحرم الابراهيمي عندما كان عمري 7 سنوات حتى عام 1967، انتقلنا للفحص _المنطقة الصناعية_ وبقيت أعمل فيها بعد دوام المدرسة حتى تركت الدراسة، واستلمت العمل بشكل رسمي، غير أني انتقلت للعمل في السبعينيات والثمانينيات في الأردن بذات المهنة، ثم عدت للفحص حتى هذا اليوم" قال الفاخوري.

الستيني راتب، ينسدل عن عائلة الفاخوري الخليلية التي اكتسبت اسمها من المهنة التي أشتهرت بها منذ عقود طويلة، "ولدت ووجدت مهنة الفخار في وجهي، وجدت أبي وأعمامي وكل عائلتي يعملون فيها، فانخرطت بها وعملت وما زلت حتى هذه الساعة أصنع الفخار الذي بات جزءً مني".

"العمل متعة، والجلوس أمام الدولاب متعة أكبر، والمهنة تجذب، فمن يعمل بها لا تستطيع التخلي عنها حتى لو كبر بالعمر، ولا يتخلى عنها حتى ولو تعرض للخسارة، والفخار كان أجدادنا يستخدموه لحفظ كل شيء من ماء وأغذية وغيرها" قال الفاخوري.

الفواخرجي راتب، كابد بالحياة منذ كان عظمه طريًا، فقوي وتصلّب عظمه مع كدر السنين وحرّها الإقتصادي والسياسي كالفخار الذي يتصلّب مع حرّ النار التي تتوقد تحته، يقول:" الماء إذا لم يوضع في الفخار لا تعود له الحياة، لأن الماء ميتة وإذا لم توضع في الفخار لن تعود لها الحياة".

بينما كان يُدَوِّر الفاخوري دولابه مشكّلا (زير الفخار)، دارت ذاكرته معنا لسنوات قضت عمرها القرن الماضي "عملنا لم يتوقف ولا زال مستمر لكن لا يوجد مربح، ففي التسعينيات كان عندي 20 عاملا، أما اليوم فقط أنا وثلاثة من أولادي".

تابع الدولاب جريانه والزير تظهر معالمه أكثر فأكثر حتى عاكس الفواخرجي راتب مساره وحرّكه بشكل عكسي قائلًا: "فيما مضى كان عملنا مراًبح واليوم الصنعة لا يوجد لها مرابح، فقط(مساترة) منذ أن بدأ الإستيراد من الخارج".

قبل لملمة الأواني الفخارية التي صنعها الفواخرجي راتب وأولاده الثلاثة الذين يشاركونه العمل مع حفيده، ذهب يشرح خطوات صناعة الفخار "أول خطوة نحضر القلالة، وهي تراب أصفر، سمقة، رمل، نخلطهم في الماء ونصفيهم من الحصى في بركة مخصصة ثم نخرجه من البركة إلى بركة أخرى لتجف، وعندما تتماسك نضعها في آلة خاصة ونعجنها لنبدأ بالعمل فيها على الدواليب".

"بعد العمل وتشكيل النماذج المطلوبة باستخدام الدولاب، وتركها لتجف، نضعه في الفرن ونوقد تحته النار حوالي سبع ساعات متواصلة حتى ينضج ويصبح جاهزًا للاستخدام" قال الفاخوري.

 وفي ذلك يختم الفواخرجي راتب حديثه قائلاً "حلاوة ولذة العمل التعب والعذاب والمتعة في نفس الوقت لأنك تأكل لقمة حلال".

Loading...