الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:27 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:24 PM
العشاء 8:46 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

موجات الحر تفاقم مشكلاتنا الصحية والنفسية والعقلية .. ولكن كيف؟

موجات الحر تؤثر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية
موجات الحر تؤثر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية

لموجات الحرّ تأثير كبير على صحتنا الجسدية والعقلية وعادة ما يخشاها الأطباء، إذ تمتلئ غرف الطوارئ بالمرضى ممن يعانون من الجفاف والهذيان الحمّي والإغماء. وتشير الدراسات الحديثة إلى ارتفاع بنسبة 10% على الأقل في التوجّه لأقسام الطوارئ بالمستشفيات في الأيام التي تصل فيها درجات الحرارة أو تتجاوز أعلى من 5%، مقارنةً بالمعدل السنوي المعتاد لمنطقة معينة.

كما تتفاقم الأعراض لدى من يعانون من حالات صحية نفسية مُسبقة، إذ يوجد رابط بين موجات الحر – بالإضافة إلى الظواهر المناخية الأخرى مثل الفيضانات والحرائق – وارتفاع حدة أعراض الاكتئاب لدى المصابين بالاكتئاب، وارتفاع أعراض القلق لمن يعانون من اضطراب القلق العام، وهو اضطراب نفسي يشعر به الإنسان بالقلق معظم الوقت.

هناك أيضًا رابط بين ارتفاع درجة الحرارة اليومية ومحاولات الانتحار، وبشكل تقريبي، لكل درجة مئوية ارتفاع في الحرارة في المتوسط الشهري، تزداد الوفيات المرتبطة بالصحة العقلية بنسبة 2.2%، كما يؤدي ارتفاع الرطوبة النسبية أيضًا لارتفاع معدلات الانتحار.

كما أن هناك علاقة بين الرطوبة ودرجة الحرارة – وكلاهما يشهد تغييرًا نتيجة لتأثير الإنسان السلبي على المناخ – ودورهما في ارتفاع نوبات التقلب المزاجي (الهوس أو الهوس الخفيف) لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، وهي حالة صحية وعقلية حادة قد يُنقل صاحبها للمستشفى بسبب الذهان والأفكار الانتحارية.

من القضايا الأخرى المُثارة في هذا الجانب، مدى فعالية الأدوية الشائعة لعلاج الحالات النفسية في خضم موجات الحرارة، خاصة مع موجود حالات موثقة لأدوية تزيد من نسبة خطر الموت المرتبط بارتفاع الحرارة، على غرار مضادات الذهان التي قد تخفف من حدة الشعور بالعطش ليصاب المريض بالجفاف. تتباين آليات عمل بعض الأدوية اعتمادًا على درجة حرارة الجسم ومدى جفاف الشخص، مثل الليثيوم، وهو مثبت قوي جدًا وواسع الاستعمال، وكثيرًا ما يُوصف للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.

التفكير الضبابيّ والسلوك العدوانيّ

يمكن أن تؤثر الحرارة أيضًا على الصحة العقلية، والقدرة على التفكير، للأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب في الصحة العقلية. تظهر الأبحاث أن مناطق الدماغ المسؤولة عن تأطير المهام المعرفية المعقدة وحلّها، تتضرر بسبب الإجهاد الحراري.

وجدت دراسة للطلاب في بوسطن أن أولئك الذين يعيشون في غرف بدون تكييف أثناء موجة الحر، كان أداؤهم أسوأ بنسبة 13% من أقرانهم في الاختبارات المعرفية، وكان وقت رد الفعل أبطأ بنسبة 13%.

هناك أدلة قوية تربط الحرارة الشديدة بارتفاع جرائم العنف. حتى مجرد زيادة درجة واحدة أو درجتين مئويتين في درجات الحرارة المحيطة، يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع بنسبة 3-5% في هجمات العنف.

بحلول عام 2090، تشير التقديرات إلى أن تغير المناخ يمكن أن يكون مسؤولا عن زيادة تصل إلى 5% في جميع فئات الجرائم على مستوى العالم. أسباب هذه الزيادات تنطوي على تفاعل معقّد من العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية. على سبيل المثال، مادة كيميائية في الدماغ تسمى السيروتونين، والتي تحافظ على مستويات العدوانية تحت السيطرة؛ تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة.

يمكن أن تؤدي الأيام الحارة أيضًا إلى تفاقم القلق البيئي. في المملكة المتحدة 60% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع، قالوا إنهم قلقون أو قلقون للغاية بشأن تغير المناخ. وقال أكثر من 45% ممن تم استطلاع آرائهم، إن المشاعر تجاه المناخ أثّرت على حياتهم اليومية.

لا يزال هناك الكثير مما لا نفهمه حول التفاعل المعقد وحلقات التغذية الراجعة بين تغير المناخ والصحة العقلية، وخاصة آثار موجات الحر. لكن ما نعرفه هو أننا نلعب لعبة خطيرة مع أنفسنا ومع الكوكب. تعتبر موجات الحر وآثارها على صحتنا العقلية تذكيرًا مهمًا بأن أفضل شيء يمكننا القيام به لمساعدة أنفسنا والأجيال القادمة، هو العمل على الحدّ مع تغيّر المناخ.

Loading...