الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:25 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:24 PM
العشاء 8:47 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

شاب يجابه الحرب والجوع في غزة بمبادرة زراعية تُحيي الأرض

المهندس الزراعي يوسف أبو ربيع
المهندس الزراعي يوسف أبو ربيع

 

كتبت أماني شحادة

الحرب على قطاع غزة أخذت الجميع بعيدًا، سرقتهم من حياتهم الطبيعية التي كان ينتج فيها المواطن بإتقان وحب، غيرت طريقهم من العمل إلى طريق البحث عما يسد رمقهم ويحمي عائلاتهم من قذائف الموت.

وبينما ينشغل الجميع في الحرب، هناك شخصٌ ما رفض الاستسلام لما يحدث وأرد أن يبدأ بإحياء الأرض من جديد، يخرج من أرضٍ محروقة حاملًا بيده نبات أخضر يُنذر بالأمل.

في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أطلَّ المزارع والمهندس الزراعي يوسف أبو ربيع بفكرة إبداعية للنهوض من تحت الرماد وإنبات حياة جديدة، أحب أن يبدأ من حيث تكوّن علمه واعتادت عليه يديه وهو مجال الزراعة.

أطلق مبادرة زراعية لزراعة البيوت وأماكن النزوح والإيواء، يستطيع الجميع القيام بها، تخفف عبء المجاعة والحصار، من أجل تعزيز صمود الفلسطيني المتواجد على أرضه وعودة الحياة التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي.

"ازرع صح، تنتج صح، وبتعيش صح فننهض ببلدنا"، بهذه الكلمات المليئة بالأمل بدأ أبو ربيع حديثه لشبكة رايــــة الإعلامية، معبرًا عن حبه وشغفه للعودة لعمله بمجال الزراعة وطالبًا فيها التقديم من أجل أن تنهض غزة من ركامها ودمارها.

ذو الـ (24 عامًا)، تعود أصوله من عائلة مزارعة، أراد إكمال تعليمه بالمجال الذي أحبه منذ صغره وورثه عن والده وأجداده، لكن الحرب التي حلّت على غزة حرمته من لحظة التخرج من البكالوريوس بالهندسة الزراعية.

حول المبادرة الزراعية، يقول: "ما شجعني أن أبادر هو كوني ابن مزارع وحبي للمجال والاستمرار فيه، أريد توصيل صوت المزارع الفلسطيني الغزاوي وهو الهدف من الفكرة كاملة".

وأضاف: "تحمل المبادرة نهجين، الأول عودة المزارعين لطبيعتهم وشغفهم وزراعة أراضيهم والنهضة بهم، والنهج الثاني هو توزيع طريقة بديلة وثانوية لوجود المنتجات الزراعية كضمان لنا في حال ساء الوضع أكثر واشدّت الحرب من أوزراها".

وتقدّم المبادرة للمزارعين بذور بعض الخضروات، بالإضافة لإمكانية تنفيذها داخل البيوت ومراكز الإيواء، مشيرًا أبو ربيع إلى أنه "لو قدمنا بعض البذور لكل فرد من بقدونس وملوخية ستنبت بسرعة ويمتد بعدها أنواع أخرى من الخضروات التي يستطيع أي فرد الحصول عليها أو نستطيع توفيره لها".

وأكمل: "في الوقت الحالي، البذور والشتلات، جزء منها أحرقه الاحتلال، والجزء الآخر نريد توفيره عبر شرائه وبسعر مرتفع، وهنّ كوسا وخيار وملوخية، الأكثر طلبًا وأسرع نموًا".

ولإنجاح الفكرة التي لاقت إقبالًا كبيرًا بين صفوف المزارعين والمواطنين وأبدا الكثيرين عن استعدادهم للبدء من مكان تواجدهم، توّجه أبو ربيع لعدد من المزارعين والمواطنين حوله، تحدث معهم عن ضرورة إنجاح المبادرة وإنتاج محصول جيد يفي غرض المواطنين.

ونطق أبو ربيع برسالة قوية مشجعة للمزارعين، محاورهم بقول: "الوضع الراهن المفروض على غزة من حرب وحصار عليه أن يكون رسالة صمود وقوة يقف بها المزارع الفلسطيني البسيط لإنتاج ما يستطيع إنتاجه والمضي على طريق النهوض بالأرض، وإثبات أنه يستطيع الوقوف رغم كل ما يحدث ويختار طريق عمله الأساسي، وللاستغناء عن المساعدات الخارجية التي لا تفي بغرض الصامدين في شمال غزة"، مؤكدًا أنه على استعداد بتقديم الإرشادات الزراعية.

ويعاني شمال قطاع غزة من مجاعة حتمية أودت بحياة العديد من الأطفال، وكان اعتماد المواطنين هناك على نبتة الخبيزة كوجبة رئيسية تسد جوعهم لكنها اليوم تتلاشى من الأرض والبديل عنها هي المبادرة الزراعية التي فكر بها المهندس والمزارع يوسف أبو ربيع.

 (UNDB) هي إحدى المنظمات التي تواصلت مع أبو ربيع من أجل تقديم يد العون والمساعدة، طالبة منه الحديث عن كل ما يلزمه لتوفير مستلزمات الزراعة والبذور لإنجاح هذه المبادرة التي من شأنها التخفيف عن حال المواطنين في الشمال وهو قابل مكالمتهم بحب وترحيب، وفق قوله.

وعن المخاطر التي تواجه أبو ربيع ومن يقوم بالزراعة أيًا كان مكان تواجده، قال: "من المواقف الصعبة والخطيرة التي واجهتنا وعشناها، الاحتلال اتصل علينا أمس، بشكل مفاجئ طالبًا إخلاء المربع السكني كاملًا وقام بقصف بيت جانبنا وراح بعده كل شيء عملناه وزرعناه ولكن هذا لن يوقفنا".

وأردف: "بهذه المبادرة نعزز صمود، وهذا ما يرفضه الاحتلال، سنستمر في جباليا والمعسكر والفاخوة وامتداد مدينة غزة، وإذا أُعلن عن هدنة سننشر الفكرة على امتداد القطاع كاملًا".

وفي ختام حديثه مع "رايــــة"، وجّه المهندس والمزارع يوسف أبو ربيع رسالة للعالم، قائلًا: "رسالتي المهنية والعلمية أن أوصل هذه الفكرة للمبادرة للجميع كي ننهض بذاتنا ونعتمد على أنفسنا، ويكفي أن يصل صوت الشعب والمزارعين وأن يتشجع الجميع للبدء بهذه الفكرة والاعتماد على الذات في الطعام".

ودعا من يملك أي مساحة ولو كانت صغيرة في بيته وأرضه أن يزرع فيها ما يجده من بذور، وللمزارعين أن يبدأوا بالإنتاج لصالح البلاد رغم التكلفة الباهظة والأوضاع، والنهوض لتوفير منتجات وخيرات الأرض بأسعار جيدة ترضي الجميع بدلًا من الاحتكار والاستغلال، مبينًا أنه لو تم العمل على إنتاج بسيط هذه الفترة سيكون في القادم إنتاج عالي يصب في مصلحة الجميع.

Loading...