خاص| تقسيم واحتلال دون وقف الحرب.. ماذا تخطط إسرائيل لغزة؟
مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، عاد التصعيد العسكري في قطاع غزة إلى الواجهة، وهذه المرة بوتيرة مختلفة وتكتيكات جديدة، تشير إلى نية الاحتلال الذهاب نحو سيناريو "تفكيك غزة" سياسيًا وجغرافيًا، ضمن معادلة "الغذاء والأرض مقابل الأسرى".
ياسر مناع، الباحث في الشأن الإسرائيلي، قال في حديث خاص لـ "رايــة" إن الاحتلال بدأ في تنفيذ خطة ضغط مزدوجة على المقاومة وعلى السكان في قطاع غزة.
هذه الخطة، بحسب مناع، ترتكز على شن عمليات اغتيال، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ومحاولة تقسيم غزة إلى مربعات أمنية منفصلة.
وأوضح أن الاحتلال لا يسعى إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، بل إلى تفاهمات جزئية تضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، دون تقديم أي التزام بوقف إطلاق النار، أو إعادة إعمار القطاع، أو حتى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها.
هدف الاحتلال: السيطرة على الأرض وتمزيق غزة
يؤكد مناع أن إسرائيل الآن تنفذ خطوات تدريجية للسيطرة على الأرض داخل غزة، مع التمهيد لشن عملية كبيرة في رفح جنوب القطاع، حيث يعيش أكثر من مليون نازح.
هذه العملية، وفق تقييمه، تهدف لطرد السكان من المدينة الحدودية باتجاه المجهول، ضمن مساعٍ حقيقية للتهجير القسري.
كما تعمل إسرائيل على فصل شمال القطاع عن جنوبه، وفرض أمر واقع جديد، ما يعني القضاء الفعلي على وحدة الجغرافيا الفلسطينية في غزة.
معادلة "الأسرى مقابل الغذاء"
وبحسب مناع، فإن حكومة الاحتلال، التي تتعرض لضغط داخلي شديد بسبب ملف الأسرى، تحاول توظيف المعاناة الإنسانية لسكان غزة كأداة تفاوض، في ما يشبه المقايضة: الأسرى مقابل الغذاء، وليس مقابل السلام أو إنهاء الحرب.
وهذا ما وصفه مناع بـ"ابتزاز إنساني خطير"، مؤكدًا أن الاحتلال لا يكترث فعليًا لمصير الأسرى، بل يستغل الملف لكسب الوقت وتحقيق مكاسب ميدانية، رغم فشل كل محاولاته العسكرية لاستعادتهم بالقوة.
لا تصور لليوم التالي
في ختام حديثه، أكد مناع أن الاحتلال لا يمتلك خطة واقعية لإدارة غزة بعد الحرب، ويرفض أي دور فلسطيني داخلي، حتى من قبل السلطة الفلسطينية. ويبدو أن الرهان الإسرائيلي يقوم على جعل القطاع منطقة غير قابلة للعيش، لدفع السكان نحو الهجرة والضغط على الأطراف الدولية لقبول حل يُنهي الوجود الفلسطيني في غزة.