خاص| تشوهات الأجنة في غزة... قصف الاحتلال يحاصر الحياة من الرحم!
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، تتفاقم الكارثة الصحية بشكل غير مسبوق، خصوصًا ما يتعلق بالحمل وتشوهات الأجنة بين النساء الفلسطينيات. مع انعدام الرعاية الطبية ونقص الأدوية والمعدات، يبرز الخطر على الأمهات وأجنتهن، في مشهد كارثي يتطلب تدخلاً عاجلًا.
وقال مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة الدكتور محمد ابو عفش، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إن نسبة حدوث التشوهات بين الأجنة في القطاع تعتبر مرتفعة جدًا، مع وجود ما بين 50,000 إلى 60,000 سيدة حامل، بحسب تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد الحوامل يصل إلى 150,000 سيدة.
وأوضح ابو عفش أن هذه الأرقام المقلقة تعكس خطورة ما يتعرض له القطاع من قصف مستمر باستخدام مواد سامة وخطيرة، تؤدي إلى تشوهات خلقية، إجهاضات في الأشهر الأولى، أو ولادات مبكرة، ما يهدد الحياة الطبيعية للأم والجنين على حد سواء.
وأضاف أن ما يشهده القطاع من حالات ولادة لأطفال مشوهين — مثل الطفل الذي وُلد دون رأس، وآخرين يعانون من مشاكل في العيون والجهاز التنفسي — هو نتيجة مباشرة لهذا القصف، ويجب تسليط الضوء عليه دوليًا من أجل وقف هذه الحرب والمذابح بحق المدنيين.
وتابع ابو عفش قائلاً: "المشكلة في غزة مركبة؛ فإلى جانب القصف، لا تتوفر معدات لفحص الأجنة، ولا حتى الرعاية الأساسية للحوامل، مثل المتابعة الدورية أو إجراء فحوصات الألتراساوند، نتيجة تدمير العيادات والمختبرات ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة".
وأشار إلى أن غياب بروتوكولات الرعاية الأولية، مثل إعطاء الفيتامينات وحمض الفوليك في الأشهر الأولى من الحمل، يزيد من نسب التشوهات، إلى جانب مشاكل بيئية وسوء تغذية ونقص حاد في الموارد.
وأعرب عن خشيته من ارتفاع معدلات التشوهات خلال الأشهر المقبلة، في ظل استمرار العدوان وغياب أي تدخل دولي جدي.
ولفت ابو عفش إلى أن الحلول الجزئية الممكنة حاليًا تشمل إدخال الأدوية والأغذية بشكل عاجل، من أجل رفع مناعة الحوامل والأطفال وكبار السن، لكن الحل الحقيقي يتطلب وجود منظومة صحية كاملة قادرة على المتابعة والعلاج العلمي السليم.
وأكد أن قطاع غزة يعاني من تلوث شامل، نتيجة إلقاء كميات ضخمة من القذائف والذخائر على المساحات السكنية، ما أدى إلى تلوث التربة والمياه، وجعل حتى مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك البشري.
ودعا ابو عفش إلى إدخال باحثين دوليين وطواقم طبية متخصصة لأخذ عينات وفحصها، من أجل تحديد مستويات التلوث بالرصاص والألمنيوم والبارود، محذرًا من أن هذه المواد قد تؤدي لأمراض أخرى خطيرة، مثل السرطان.