القطاع الخاص والمنظمات الأهلية: نرفض خطة جيش الاحتلال لتوزيع المساعدات بغزة
أعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والمجلس التنسيقي للقطاع الخاص في قطاع غزة عن رفضهما القاطع للآلية التي أقرّها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا بشأن توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، معتبرين أنها محاولة مكشوفة لعسكرة المساعدات وتجاوز المؤسسات الأممية والمحلية الفاعلة في العمل الإغاثي.
وفي بيان مشترك، شدد الطرفان على أن الخطة الإسرائيلية المقترحة تُعد مساسًا خطيرًا بالمنظومة الإنسانية المعتمدة دوليًا، وتنتهك مبادئ الشراكة، وعدم التمييز، والاحترام المتبادل، التي تشكل أساس العمل الإنساني. وأكدا أن تجاوز المؤسسات الإنسانية المعتمدة، وعلى رأسها وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والدولي، يُفرغ الجهد الإغاثي من مضمونه المهني والقانوني والأخلاقي.
وأضاف البيان أن أي محاولة لفرض آلية توزيع عبر أطراف أو جهات خارج إطار المنظومة الإنسانية المعترف بها، سواء كانت مؤسسات أو شركات أو أفراد، يشكل خطرًا مباشرًا على حياد العمل الإغاثي، ويقوض ثقة الناس بالمؤسسات الدولية، ويفتح المجال أمام تسييس وتوجيه المساعدات بما يخدم أجندات الاحتلال.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والضغط لوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة، وإنهاء الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر قنواتها الرسمية والشفافة، بما يحفظ كرامة المدنيين وحقهم في الحياة.
وطالبت الشبكة والمجلس التنسيقي، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتجديد التزامها بعدم التعامل مع آلية الاحتلال، ومواصلة العمل من خلال المؤسسات الوطنية والدولية المعترف بها. كما ناشدا الدول المانحة بعدم الانجرار خلف خطة الاحتلال التي تهدف إلى تجويع الفلسطينيين، ودفعهم نحو النزوح القسري، وإنشاء ما يسمى بـ"الفقاعات الإنسانية" التي تفتقر لأبسط معايير الكرامة والعدالة.
وأكد الطرفان أن القطاع الخاص والمجتمع المدني في غزة شريكان أساسيان في إدارة الحالة الإنسانية، ولن يسمح بإقصائهم أو تجاوز دورهم، معتبرين أن أي محاولة لتهميشهم ستؤدي إلى مزيد من الفوضى والانهيار المجتمعي.
وفي ختام البيان، رحب المجلس والشبكة بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة ونائبته للشؤون الإنسانية، والوكالات الدولية التي رفضت التعاطي مع الآلية الإسرائيلية، وشددوا على ضرورة التمسك بمبادئ العمل الإنساني ورفض عسكرة المساعدات، مؤكدين أن أي دعم حقيقي لغزة يجب أن يمر من خلال المؤسسات الإنسانية الشفافة والمستقلة، لا عبر مخططات الاحتلال.
