باحث لراية: الاحتلال أصبح عبئًا على العالم.. والمرحلة القادمة فاصلة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي الوقت الذي يتسارع فيه الحراك الدبلوماسي الدولي لوقف المجازر وتجويع الفلسطينيين، تشهد الساحة الدولية تغيرات جوهرية في الرؤية تجاه الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
من جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية أشرف عكا في حديث خاص لـ "رايــة" إن "الاحتلال الإسرائيلي أصبح عبئًا على العالم، بفعل هذا الإجرام، وحرب الإبادة، والتجويع، والسلوك المنتهك لكل قواعد القانون الدولي وقواعد القانون الدولي الإنساني، ومقررات الشرعية الدولية، وتحديدًا قرارات مجلس الأمن الدولي".
وأكد أن "ما يجري الآن من تفاعلات دولية نتيجة جملة من المتغيرات الكبرى، سيكون لها تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية، وعلى محاصرة هذا الاحتلال، وعزله، ومحاسبته دوليًا"، مشددًا: "هذا العدو لن يفلت من العقاب، وموضوع التجويع اليوم أصبح قضية عالمية، والمواقف تأخذ طابعًا أكثر جدية، وآخرها ما قاله الرئيس الفرنسي ماكرون".
وأضاف: "نحن أمام لحظات حاسمة في تاريخ هذا الصراع، وفي الحرب العدوانية الدائرة على أهلنا في قطاع غزة، حيث يُجَوَّع الشعب، وتموت النساء والأطفال، وإسرائيل اليوم محاصرة ومضطرة للخضوع لتدخلات دولية شبه عاجلة".
وأشار إلى أن "زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، وما تمثله من أهمية للولايات المتحدة، ستكون مدفوعة بتحركات إيجابية وجدية وسريعة، تهدف إلى محاصرة السلوك اليميني الإسرائيلي المتطرف".
وتابع: "لا يمكن إقامة سلام أو علاقات تطبيعية مع حكومة لا تعترف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، حكومة تواصل الاعتداء على المسجد الأقصى، وعلى غزة، وتسعى لفرض واقع استيطاني في الضفة الغربية".
وشدد على أن "أي مسار استراتيجي في المنطقة يتطلب التخلص أولًا من حكومة نتنياهو المتطرفة"، مضيفًا أن "التوتر والانقسام داخل إسرائيل بات واضحًا، وحتى الإعلام الإسرائيلي بدأ يكشف هذه الخلافات، وهناك رأي عام إسرائيلي يعارض توجهات اليمين".
وقال: "قطار التغيير في المنطقة قد بدأ، ومنطقتنا بوابة العالم، ومفتاح الاستقرار والتجارة، وما يجري الآن هو لحظة فارقة في تشكيل تحالفات وتوجهات جديدة".
وفي معرض تعليقه على رؤية البعض لزيارة ترامب بأنها تهدف للحصول على أموال الخليج، قال عكا: "من لا يقرأ التاريخ والمتغيرات والمصالح يبقى يفسر الأمور بطريقة سطحية... العلاقات الدولية لا تُدار بهذه العقلية، هذه دول مزدهرة متقدمة، تولي أهمية للتنمية والاستثمار، ومنطقتنا تستحق مستقبلًا أفضل".
