خاص| اتفاق سعودي أمريكي على إنهاء الحرب بغزة.. كيف يُفشل نتنياهو جهود وقف إطلاق النار؟
في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، تزداد التساؤلات حول مصير مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة مع الحراك السياسي المتسارع الذي تقوده الولايات المتحدة بالتوازي مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.
وسط هذا المشهد المعقد، يتحدث الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، في حديث خاص لـ"رايــة"، حول كواليس المفاوضات، وموقف إسرائيل، ودور الوساطة القطرية، في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية.
وقال الدكتور أحمد رفيق عوض إن المؤشرات ربما تبدو أقرب من أي وقت مضى لتحقيق اتفاق، خاصة بعد ما ذكرته قناة عبرية عن اتفاق أمريكي سعودي على إنهاء الحرب في غزة، في إطار زيارة ترامب للمنطقة.
وأكد أن ما تم تداوله حول هذا الاتفاق لا يزال غامضًا ويفتقر للتفاصيل، ولا توجد مواعيد أو إجراءات واضحة، ما يجعله أقرب لـ "علاقات عامة" منه إلى اتفاق فعلي.
وأضاف: "عندما نرى طبيعة المفاوضات في قطر، نلاحظ أن الوفد الإسرائيلي محدود الصلاحيات، ولا يريد مناقشة أي مقترحات خارج ما يطرحه هو فقط. حتى هناك شرط إسرائيلي يتمسك بضرورة استمرار الحرب".
وأشار إلى أن "الخبر الجيد هو أن المفاوضات ما زالت مستمرة، ونأمل أن يحدث اختراق في الأيام القادمة".
وفيما يتعلق بالوساطة القطرية، أوضح عوض أن "إسرائيل عملت على شيطنة الوساطة القطرية وتطويقها، بل حاولت أيضًا ضرب إسفين بينها وبين مصر"، مشيرًا إلى أن إسرائيل فرّغت مفهوم الوساطة من محتواه الحقيقي، إذ لم تعد تتعامل معها كجهة تضع حلولًا وتضغط بل كمجرد ناقل للرسائل.
وتابع: "نتنياهو أرسل وفدًا محدود الصلاحيات للدوحة لشراء الوقت، والتلاعب بالإدارة الأمريكية، ولإقناع ذوي الأسرى بأنه جاد في المفاوضات، بينما الواقع على الأرض هو استمرار القتل".
وصرّح عوض أن تصريحات نتنياهو الأخيرة أمام الجنود الجرحى تؤكد توجهه لمواصلة القتال، مشيرًا إلى قوله: "سنُري العالم المفاجآت".
كما أشار إلى أن إطلاق سراح الأسير أليكسندر عيدان شكّل صفعة قوية لنتنياهو، ويحاول أن يثبت لواشنطن أن "هو السيّد" في المنطقة، بحسب التعبير العبري.
وفي تعليقه على علاقة نتنياهو بترامب، قال د. عوض: "نتنياهو لا يستطيع أن يقف في وجه ترامب، لأن الأخير رجل نرجسي، ويمتلك أجندة ومصالح لا تعبأ بالدول الصغيرة".
وأضاف: "ترامب مختلف عن بايدن وأوباما، وهو يتخذ مسارات تفاوضية مع الحوثيين، إيران، وحماس، بشكل منفصل عن إسرائيل. لذلك نرى التوتر الحالي بين ترامب ونتنياهو".
