خاص| إدخال مساعدات لغزة لأول مرة منذ مارس.. هل تنجح مفاوضات الدوحة في وقف المجازر؟
في ظل مجاعة خانقة ومجازر يومية في قطاع غزة، وافقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على السماح بإدخال مساعدات إنسانية للمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي، وسط ضغوط أمريكية وأوروبية متزايدة، وحراك دبلوماسي تقوده عدة عواصم عربية.
وفي حديث خاص لــ"رايــة"، قال الدكتور ثابت العمور، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من خان يونس، إن إدخال المساعدات جاء نتيجة لمجموعة من المؤشرات المتراكمة، أبرزها "وصول المجاعة في غزة إلى مرحلة متقدمة جدًا"، مضيفًا أن الناس في القطاع "لم يعودوا يجدون حتى الطحين"، مشيرًا إلى أن سعر كيلو الطحين تجاوز 120 شيكل، وغير متوفر أصلًا.
وأكد العمور أن منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات بريطانية ودولية أخرى رفعت تقارير عن سوء التغذية لدى الحوامل والأطفال وكبار السن، ما شكّل "مؤشرًا مقلقًا للعالم أجمع"، ودفع إلى تحرك دولي.
وأوضح العمور أن الإفراج عن الأسير الأمريكي-الإسرائيلي "عيدان الكسندر" ربما كان بادرة حسن نية تبعتها ضغوط أمريكية واضحة على الاحتلال لإدخال المساعدات، إضافة إلى ما وصفه بـ "حرج عربي"، خاصة في ظل انعقاد القمة العربية في بغداد، واللقاء العربي-الأمريكي الأخير.
وبشأن ما إذا كان إدخال المساعدات خطوة أولى نحو تهدئة شاملة، أو فقط لالتقاط الأنفاس، قال العمور: "المجازر لم تتوقف، ونحن أمام آلة قتل وتدمير لا تهدأ، والمستشفيات لا تستطيع حتى حصر عدد الشهداء"، لافتًا إلى أن مستشفى ناصر في خان يونس عاجز عن التعامل مع حجم الضحايا الكبير.
وأضاف العمور أن ما يجري في غزة، لا سيما في خان يونس، يهدف إلى "فصل المحافظات عن بعضها البعض لفرض مزيد من الخنق والتجويع"، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية العسكرية تساهم في تعميق الكارثة الإنسانية.
وفيما يتعلق بمفاوضات الدوحة، أشار العمور إلى أن حراكًا يجري خلف الكواليس، وأنه رغم التسريبات الإيجابية، "لم يصدر أي إعلان رسمي حتى اللحظة"، مؤكدًا أن هناك ترقبًا شعبيًا مرعبًا، وأن فشل المفاوضات سيؤدي إلى "حالة إحباط وخذلان كبيرة"، داعيًا للوصول إلى اتفاق حتى لو كان مؤقتًا لمدة 45 أو 60 يومًا.