خاص| التحول الرقمي درع حماية للقطاع المالي الفلسطيني وسط الحرب
في ظل حرب غير مسبوقة يواجهها الفلسطينيون منذ السابع من أكتوبر، والتي طالت مختلف مناحي الحياة، لم يكن القطاع المالي بمنأى عن التأثيرات العنيفة التي تسببت بها الحرب على غزة والضفة الغربية. ومع ذلك، يشهد هذا القطاع صمودًا ملحوظًا بفضل إجراءات محكمة وتكنولوجيا متقدمة كانت طوق النجاة في وقت الأزمات.
في حديث خاص لـ"رايــة"، يوضح فادي الشريف، مدير شؤون المساندة في شركة الزيتونة للتمويل الإسلامي، كيف حافظت التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي على تماسك القطاع المالي في فلسطين، بالرغم من الأزمات والتحديات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة.
و قال الشريف: "القطاع المالي في فلسطين، رغم الظروف المعقدة، لا يزال صامدًا بفضل متانة البنية المالية، والدور التنظيمي الذي لعبته سلطة النقد الفلسطينية بقيادة المحافظ يحيى السحّار".
وأوضح الشريف أن البنية المالية في غزة أصبحت شبه مشلولة، فيما تأثرت الضفة الغربية بفعل توقف الآلاف من العمال عن العمل داخل الخط الأخضر، وتأخر رواتب القطاع العام، مما تسبب في تراجع القوة الشرائية وركود تجاري واضح.
وأضاف: "منذ بداية الحرب، تراجعت المحفظة الائتمانية لمؤسسات الإقراض الصغير من 367 مليون دولار إلى 312 مليون دولار، أي انخفاض بنحو 50 مليون دولار".
وتحدث الشريف عن أهمية التحول الرقمي ودوره في إنقاذ القطاع المالي، موضحًا: "التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة. التجربة أثبتت أن المؤسسات التي كانت جاهزة رقميًا خلال جائحة كورونا، واليوم خلال الحرب، استطاعت الصمود ومواصلة تقديم خدماتها".
وأشار إلى أن التطورات التكنولوجية مثل المحافظ الإلكترونية، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، وتطبيقات الهواتف ساعدت المواطنين على تحويل واستلام الأموال بسهولة، رغم الإغلاقات والحواجز.
وكشف الشريف عن توجهات مستقبلية واعدة قائلاً: "نعمل الآن على مشروع الهوية المالية الرقمية مع سلطة النقد، وهي ثورة ستسهل إجراءات كثيرة وتقلل الحاجة للزيارات الميدانية للمؤسسات".
وتحدث عن تطلعات شركة الزيتونة قائلًا: "تقدمنا رسميًا للحصول على رخصة أول بنك تمويل أصغر (مايكروفاينانس) في فلسطين، بعد صدور التعليمات الخاصة بهذا النوع من البنوك من سلطة النقد. وسنقدم من خلاله خدمات مالية رقمية للفئات التي لم تكن مشمولة في النظام البنكي التقليدي".