باحث سياسي لراية: مقترح ويتكوف لا يضمن وقف الحرب ويكرّس أهداف الاحتلال
في خضم الجهود الدبلوماسية ومحاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أثار رد حركة "حماس" على المقترح الأمريكي الذي تقدم به المبعوث ستيف ويتكوف موجة من الجدل، خاصة بعد أن تضمن ملاحظات وتحفظات على بعض البنود.
وأكد الباحث في قضايا الصراع، الأستاذ نزار نزال، في حديث خاص لـ"رايـــة"، أن رد حركة "حماس" على المقترح الأمريكي الذي تقدم به المبعوث ستيف ويتكوف، يعيد الأمور إلى الوراء، ويعكس حقيقة أن إسرائيل لا تسعى إلى إنهاء الحرب، بل تعمل على استمرارها بكل السبل.
وقال نزال إن مبادرة ويتكوف لا تمثل مقترحًا أمريكيًا بقدر ما تعكس صياغة إسرائيلية بحتة، وهدفها الأساسي حشر حماس في الزاوية، متوقعين أن يكون ردها سلبيًا في ظل غياب أي بنود واضحة تتعلق بوقف العدوان أو انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأضاف: "حماس ردّت بـ'نعم ولكن'، وهذا الرد عاقل وحكيم، حيث ألقت الكرة مجددًا في الملعب الإسرائيلي"، موضحًا أن المزاج العام الفلسطيني، حتى خارج دوائر تأييد حماس، يرفض هذا المقترح لأنه لا يُلبي الحد الأدنى من المطالب الوطنية والإنسانية.
وأشار نزال إلى أن الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي يسعى بشكل واضح إلى تحقيق هدفين استراتيجيين: نزع سلاح حماس، وإزاحتها من المشهد السياسي. كما لفت إلى وجود نوايا إسرائيلية لإفراغ قطاع غزة من سكانه وتنفيذ مشاريع إعادة استيطان مستقبلية.
وأوضح نزال أن المقترح لم يتضمن أي ضمانات واضحة لعودة آلية المساعدات الإنسانية القديمة، بل ركّز على صيغ هشة تعيد تدوير الرفض الإسرائيلي السابق لمقترحات هدنة سابقة، كالتي قدمها الرئيس بايدن في أيار 2024.
وحذر نزال من أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الضغط العسكري على قطاع غزة، عبر تكثيف الغارات الجوية، وتوسيع التوغلات البرية.
كما توقع أن يكون هناك تركيز على إذلال السكان عبر نموذج "مساعدات إنسانية مهندسة"، تستهدف – حسب تعبيره – "نزع الصفة السياسية عن الفلسطينيين وتحويلهم إلى مجرد أفراد بلا قضية".