الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:56 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:17 PM
المغرب 7:47 PM
العشاء 9:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

هذه المليارديرة الهندية العصامية حققت الثروة من إنتاج أدوية بيولوجية أرخص تكلفة

غيّرت كيران مازومدار-شو مسار الإحباطات التي واجهتها واستطاعت أن تبني شركة عالمية رائدة في مجال الأدوية، بل أصبحت واحدة من أنجح وأغنى رائدات الأعمال في العالم.

تغيير المسار والتوجه إلى الأدوية البيولوجية

في بداية حياتها المهنية، اضطرت أن تحول مازومدار-شو طموحها وتستغل تعليمها في مجال غير الذي كانت ترغب، حيث صنعت الإنزيمات بغرض الاستخدامات الصناعية. وبالشراكة مع رائد أعمال أيرلندي كان يملك شركة تُدعى Biocon وكان يتطلع إلى التوسع في الهند، أنشأت متجرًا، وتقول: "لقد أصبحت رائدة أعمال بالصدفة".

حققت Biocon نجاحًا كبيرًا لدرجة أن شركة يونيليفر اشترتها في ثمانينيات القرن الماضي مع الشركة الأيرلندية الأم. استمرت مازومدار-شو في إدارة الوحدة من بنغالورو حتى عام 1998، عندما أعادت هي وزوجها الراحل، جون شو، شراء حصة يونيليفر مقابل مليوني دولار، وقد أتت الصفقة ثمارها، حيث باعت مازومدار-شو أعمال صناعة الإنزيمات لشركة نوفوزايمز الدنماركية مقابل 115 مليون دولار في عام 2007.

في عام 2000، بدأت شركة Biocon في تصنيع الأدوية، حيث بدأت بالأنسولين، الذي يعد نوعًا من "المستحضرات البيولوجية" التي هي بعبارة أخرى دواء مشتق من مصدر حي عادة ما يكون نسخة معدلة من بكتيريا الإشريكية القولونية في حالة الإنسولين (تستخدم الشركة الخميرة). وقد مكّنها مقر الشركة في الهند من إنتاج هذه المستحضرات البيولوجية بسعر أرخص من شركات الأدوية الغربية الكبرى.

يُعد الأنسولين من أبسط الأدوية البيولوجية، وازداد استخدامه في علاج جميع أنواع الأمراض، من السرطان إلى اضطرابات الجهاز المناعي. أما الأدوية البيولوجية الأكثر تعقيدًا، مثل العلاجات الجينية والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، فيصعب تصنيعها، كما أنها باهظة الثمن.

على سبيل المثال، تبلغ تكلفة علاج الأطفال المصابين بضمور العضلات الشوكي أكثر من مليوني دولار للجرعة الواحدة. وعلى الرغم من ضخامة سوق الأدوية البيولوجية، يظل من المستحيل تحديد حجمها بدقة.

بلغت قيمة الإنفاق على الأدوية البيولوجية 324 مليار دولار بالأسعار المعلنة في عام 2023، وفقًا لشركة أبحاث الرعاية الصحية "إكفيا"، إلا أن هذا الرقم لا يشمل الخصومات الكبيرة التي غالبًا ما تقدمها شركات الأدوية ذات العلامات التجارية للحفاظ على حصتها السوقية، والتي تخفض ما يدفعه كل من شركات التأمين والمرضى، ولكنها تحجب التكاليف الإجمالية الحقيقية.

تقول مازومدار-شو، وهي تحتسي الشاي في شقتها بمانهاتن المزينة بمناظر طبيعية للفنانين الاسكتلنديين جورج ديفلين وآرتشي فورست: "إنها أدوية معقدة جدًا وباهظة الثمن، ولذلك من المهم أن تركز الشركات مثل شركتنا على توفيرها بأسعار معقولة".

المليارديرة كيران مازومدار-شو

بدأت مازومدار-شو، البالغة من العمر 72 عامًا، مسيرتها في السوق الهندية، لكنها توسعت وأصبحت تبيع الأدوية في جميع أنحاء العالم، بتركيز متزايد على الولايات المتحدة وكندا، اللتين تمثلان نحو 40% من مبيعاتها من الأدوية البيولوجية. أدركت مازومدار-شو مبكرًا أن إيجاد طريقة أرخص لإنتاج مثل هذه الأدوية المعقدة والمنقذة للحياة لم يسّهل الحصول عليها فحسب، بل عاد عليها بالربح التجاري أيضًا.

اليوم، تحقق شركة Biocon، المدرجة في الهند، إيرادات بقيمة 1.9 مليار دولار من خلال بيع عشرات الأدوية المكافئة والمتشابهات الحيوية. كما تُجري الشركة أبحاثًا تعاقدية لشركات أخرى من خلال شركتها الفرعية "سينجين" المدرجة في البورصة.

لا تشمل قائمة فوربس "السيدات العصاميات" سوى السيدات من الولايات المتحدة، لكن مازومدار-شو كانت لتحتل بسهولة مكانًا بين أفضل 20 سيدة أعمال عصامية لو كانت أميركية، إذ هي واحدة من أغنى رائدات الأعمال العصاميات في العالم، بثروة تقدرها فوربس بنحو 3.2 مليار دولار.

يتمثل الجزء الأكبر من إمبراطوريتها في شركة فرعية خاصة تملكها بأغلبية الأسهم تُدعى Biocon Biologics، تُركز على تصنيع الأدوية الحيوية المشابهة، أو ما يطلق عليه المتشابهات الحيوية، وتُمثل ما يقرب من 55% من إيرادات الشركة الأم.

تُحاكي هذه البدائل الأرخص الأدوية الحيوية، على غرار الأدوية المكافئة المُصنّعة كيميائيًا. وكما هو الحال مع الأدوية المكافئة، يُسمح للشركات مثل شركة مازومدار-شو بتطوير أدوية حيوية مُشابهة بعد انتهاء صلاحية براءات اختراع الأدوية ذات العلامات التجارية.

أدوية تنقذ الحياة وتدر الأرباح

على الرغم من أن تكلفة تصنيع الأدوية الحيوية المُشابهة أعلى بكثير من الأدوية المكافئة، حيث يتطلب تطويرها أكثر من 100 مليون دولار، إلا أنها تُقلل التكاليف على المرضى بشكل كبير. تُقدر شركة "إكفيا" أن المتشابهات الحيوية قد وفرت على نظام الرعاية الصحية الأميركية 36 مليار دولار بأسعارها المعلنة منذ عام 2015.

ومع اقتراب انتهاء براءات الاختراع لنحو 118 دواءً حيويًا آخر بحلول عام 2035، فقد يكون سوق الأدوية المُشابهة الأرخص ثمنًا على وشك الازدهار.

تشرح مازومدار-شو قائلة: "حتى في الولايات المتحدة، يزداد اعتماد الأدوية الحيوية المماثلة بشكل كبير نظرًا لارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وهو ما يعزز أقل إجراء من شأنه تقليل التكاليف". وتضيف: "الفرصة مواتية لبناء مشروع تجاري ضخم".

على سبيل المثال، يعد دواء يسينتك Yesintek أحد أحدث الأدوية التي أنتجتها الشركة كبديل أرخص لدواء ستيلارا Stelara المخصص لعلاج أمراض المناعة الذاتية، والذي يعد الدواء الأكثر مبيعًا لشركة جونسون آند جونسون العام الماضي، حيث حقق إيرادات تجاوزت 10 مليارات دولار.

تتجاوز تكلفة الجرعة الواحدة من دواء شركة جونسون 25 ألف دولار قبل الخصومات، بحيث يستخدم لعلاج مرضى داء كرون كل ثمانية أسابيع، ومرضى الصدفية كل 12 أسبوعًا. في حين أن دواء يسينتك الذي تنتجه شركة Biocon، والذي أُطلق في فبراير/شباط، فيؤدي نفس الغرض بتكلفة تقل قليلاً عن 3 آلاف دولار للجرعة - أي أقل بنسبة 90% تقريبًا من ستيلارا.

إجمالاً، طرحت شركة مازومدار-شو تسعة أدوية حيوية مشابهة، منها دواء يُحاكي دواء هوميرا الذي تنتجه شركة AbbVie لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (الذي بلغت مبيعاته ذروتها عند 21 مليار دولار عام 2022).

وتنتج دواء آخر يُشبه دواء هيرسيبتين الذي تنتجه شركة Genentech لعلاج سرطان الثدي، والذي أطلقته عام 2017 بعد تشخيص صديقة لها بالمرض ومواجهتها صعوبة في تحمل تكاليف العلاج. بلغت تكلفة هيرسيبتين ما يقرب من 90 ألف دولار في ذروتها عام 2019، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة JCO Oncology Practice. وقد تمت الموافقة على سبعة من أدوية Biocon الحيوية المشابهة للاستخدام في الولايات المتحدة.

السوق التنافسية

ولا يخفى أن شركة Biocon تعد ندًا للشركات مثل ساندوز، ولتي يقع مقرها في بازل بسويسرا، بإيراداتها التي تبلغ 10 مليارات دولار، والشركة الكورية سامسونغ بيولوجيكس بمبيعاتها التي تبلغ حوالي 3.2 مليار دولار، وسيلتريون بإيراداتها التي تبلغ حوالي 2.5 مليار دولار، وحتى شركات الأدوية الكبرى مثل Amgen، التي حقق دواؤها البيولوجي المماثل لدواء ستيلارا إيرادات بلغت 150 مليون دولار في الربع الأول.

ترتفع حصة الشركة السوقية بشكل خاص في الأسواق الناشئة، حيث تُسيطر العديد من منتجاتها من المتشابهات الحيوية على حصة قدرها 80%. في حين أن السيطرة على حصة في السوق الأميركية تتسم بصعوبة أكبر، لكن بعوائد أضخم حيث تقدر حصة قيمتها 10% أو 20% من دواء رائج بمئات الملايين.

تتمثل صعوبة السوق الأميركية في إقناع الجهات المسؤولة خلف الكواليس بأن الأدوية تستحق أن تُدرج في قوائم الأدوية المعتمدة.

ولا يمكن إغفال التحدي الجديد المتمثل في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب (والتي تبلغ حاليًا 25%) على الأدوية المصنعة في الخارج، حيث تتركز مصانع Biocon في الهند وماليزيا.

لكن مازومدار-شو لديها سجل حافل في التغلب على التحديات وتجاهل الطرق التقليدية، وهو ما يتضح عندما قررت إنتاج الأنسولين لأول مرة في الهند قبل 25 عامًا، حيث واجهت سوقًا يستورد الأنسولين الحيواني فقط. وعلى الرغم من توفر نسخ الأنسولين البشرية وأفضليتها، إلا أن تكلفتها كانت أعلى بنحو 10 أضعاف.

تتذكر قائلةً: "شعرت أن هذا ضرب من الجنون. ألمجرد أننا لا نستطيع تحمل تكلفة الأنسولين البشري، نضطر إلى استخدام الأنسولين الحيواني؟ وقررت أن أفعل شيئًا حيال ذلك".

في ذلك الوقت، كانت شركة Biocon لا تزال تُصنّع الإنزيمات الصناعية ولم تكن لديها خبرة في مجال صناعة الأدوية. ولكن في غضون أربع سنوات، طورت أول أنسولين بشري في الهند، مما مكّن ملايين مرضى السكري الذين يحتاجون إلى العلاج بالأنسولين من الحصول على أدوية أفضل. وتقول: "قررت حينها أن أركز على المستحضرات الصيدلانية الحيوية".

Loading...