خبير عسكري لراية: التهجير القسري هو الهدف الحقيقي وراء إطالة الحرب
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتعهد جيش الاحتلال بمواصلة التقدم وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، كشف خبير عسكري واستراتيجي عن الأهداف الحقيقية وراء هذا العدوان والسيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة.
في حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح اللواء سمير عباهرة، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن السيناريو الإسرائيلي لم يختلف منذ المرحلة الثانية فيما يتعلق بالأهداف الإسرائيلية.
وقال عباهرة: "الأهداف الإسرائيلية واضحة من خلال الحملة العسكرية التي تشنها، ألا وهي إفراغ غزة من سكانها وعملية التهجير، هذا هو العنوان الأبرز، ولذلك إسرائيل تعمدت إلى إطالة الحرب ولم تستجب إلى مطالب الهدنة ووقف القتال".
وأضاف: "الضغوطات التي مُورست على إسرائيل في هذه المواضيع لم تنجح في وضع حد للآلة الإسرائيلية في اقتحام غزة وفي تدمير غزة وفي تدمير الشجر والحجر والمباني والمؤسسات وتحويل الأرض إلى سياسة أرض محروقة، هذه هي الخطة الإسرائيلية وهذه السياسة الإسرائيلية".
وأشار عباهرةإلى أن "الموضوع المتعلق الأساسي هو التهجير والعامل الديموغرافي، والعامل الديموغرافي مهم جداً عند إسرائيل لحتى يكون هناك كثافة سكانية وزيادة سكانية للإسرائيليين مقابل الشعب الفلسطيني، وبالتالي من هنا تأتي هذه الحملة العسكرية على غزة".
وتابع: "تهدف إسرائيل أيضاً إلى تقويض أركان العملية الفلسطينية وتقويض وإزالة وإلغاء أي شيء يتعلق بالدولة الفلسطينية حتى تستطيع إسرائيل تحقيق هذه الأهداف، لأن الدولة الفلسطينية عملياً والذي يدور حالياً في الأجواء السياسية الدولية بأن هناك استعدادات أوروبية تجاه الدولة الفلسطينية وهناك حراك سياسي دولي وعربي أيضاً لعقد مؤتمر في الولايات المتحدة من أجل الدعوة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية".
القتل وسيلة للتفاهم بدلاً من المفاوضات
وحول شكل المرحلة المقبلة من العدوان، خاصة في ضوء تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول توسيع نطاق العملية العسكرية وتهديده لحماس بين خيارين: إما إطلاق سراح الرهائن أو الإبادة، قال عباهرة: "التصريحات الإسرائيلية تنم بأن القتل هو وسيلة التفاهم مع الفلسطينيين وليس المفاوضات، وهذا بحد ذاته يدل على الموقف الإسرائيلي الذي يهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني".
وكشف الخبير العسكري عن تفاصيل الاستراتيجية الإسرائيلية قائلاً: "الهدف غير المعلن هو دفع السكان الفلسطينية للنزوح، أولاً إسرائيل تقوم بعملية حالياً تفريغ الشمال نحو الجنوب، حشر الفلسطينيين في منطقة الجنوب وتحديداً جنوب محور نتساريم من أجل الضغط عليهم، وهناك تجميع كثافة سكانية كبيرة جداً في منطقة الجنوب من أجل الضغط".
وأوضح أن هذا الحشر يهدف إلى "ترحيل قسري أو ترحيل طوعي، وبالتالي هناك عملياً الجوع والمساعدات التي لغاية الآن لم يتم تنسيق توزيعها، وهناك أيضاً بعض المناطق التي لا يوجد فيها أماكن للتوزيع تضطر إلى الذهاب إلى مناطق أخرى من أجل الزيادة السكانية هناك ومن أجل أن يكون هناك تجمع كبير وبحيث لا يتمكن الفلسطينيون من الحصول على المساعدات".