"التعليم العالي" تبحث سبل تعزيز مُشاركة واستفادة فلسطين من مشروع المُسارع الضوئي

نظَّمت وزارة التربية والتعليم العالي، برعاية الوزير أ. د. أمجد برهم، اليوم، ورشة بعنوان "تعزيز البحث العلمي الفلسطيني من خلال مشروع المسارع الضوئي "سيسامي": الفرص، والإنجازات، والتوجّهات المُستقبليَّة".
جاء ذلك بمُشاركة وكيل التعليم العالي د. بصري صالح، ومدير "سيسامي" د. خالد ذوقان، ومدير عام التطوير والبحث العلمي في الوزارة د. أمين نواهضة، وعضو اللجنة الوطنية لمشروع "سيسامي" د. شاهر زيود، وبحضور عدد من عُمداء البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية والباحثين.
بدوره، تحدَّث الوكيل صالح حول استراتيجيَّة الوزارة في تطوير البحث العلمي ودعمه، مُشيراً إلى أهمية تحسين جودة المُقترحات البحثيَّة المُقدَّمة إلى البرنامج من خلال رفع قُدرات المُؤسَّسات والباحثين الفلسطينيين للتَّقدّم للنداءات البحثيَّة، باعتبار فلسطين دولة مؤسِّسة في البرنامج، وهي عضوٌ فاعلٌ في مجلس إدارته.
وأشار صالح إلى الحاجة للبحث باستمرار عن مصادر تمويل لدعمِ الأبحاث والمُشاركات الفلسطينيَّة في برنامج سيسامي، مؤكداً أهمية أنْ يكون هناك استثمار لكل الفرص والإمكانيات التي يُتيحها البرنامج من أجل بناء القُدرات الوطنيَّة في الأبحاث العلميَّة.
وأكد أنَّ أولويات البحث الوطنية تنسجم مع ما يجري العمل عليه في المشروع، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الدولي ووجود فلسطين في المشروعات البحثية الدولية ضمن هذا البرنامج، إضافة إلى ضرورة تخصيص مُوازنات وطنيَّة لدعم أبحاثٍ مُشارِكَة في سيسامي، ودعم إجراء باحثين ومُدرِّبين زيارات مُختلفة للمشروع.
من ناحيته، نقل ذوقان تحياته للوزير برهم وقيادة وأسرة الوزارة، مُشيداً بجهودها للارتقاء بالبحث العلمي في فلسطين، مُشيراً إلى أنَّ الورشة تهدف إلى مُناقشة سبل تعزيز استفادة العلماء في فلسطين من البرنامج، مُعبِّراً عن مُساندة فلسطين في ظلِّ العدوان المُتواصل الذي يشنه الاحتلال.
واعتبر أنَّ "سيسامي" يُمثِّل قصة نجاح علميَّة مُتميِّزة في الشرق الأوسط، "فمنذ بدء استقبال الباحثين تمكَّن مُستخدمو البرنامج من إنجاز 400 مشروع بحثي مخبري، منها 10 مشروعات لباحثين من فلسطين، وتمَّ قبول عدد من المشروعات الفلسطينية. كما أدَّت المُساهمات الفلسطينيَّة إلى إثراء الأبحاث العلميَّة من خلال إنجاز أبحاثٍ مَرموقة، فيما يجري حالياً الإعداد لأوراق أُخرى".
وتابع: "يُعدُّ انضمام فلسطين للبرنامج منذ تأسيسه إنجازاً كبيراً وخطوة في السعي للتميّز العلمي، كما تؤكد العضوية حرص فلسطين على تنمية مُجتمع علمي من خلال الدور المحوري الذي تلعبه على المُستوى العالمي. إنَّ انضمام فلسطين يؤدي إلى وصول الباحثين إلى موارد البرنامج، وأنْ يكونوا جزءاً من شبكة مُتميِّزة من العلماء الدوليين، الأمر الذي يدفع للنهوض بالمجالات العلميَّة المُختَلِفَة".
وأشار: "اجتماع اليوم يُمثِّل خطوة مُهمّة في تمكينِ الفلسطينيين من استخدام التقنيات المُتطوِّرة ووضع حجر الأساس لعصرٍ جديد من الاكتشافات العلمية الجديدة، وتُعتبر الجلسة بمَثابة منصة لتعريف العلماء الفلسطينيين على مرافق هذا المركز المُتميِّز، وتمكينهم من الدخول في حقبة جديدة في عددٍ من المجالات من بينها الطب والعلوم والأحياء والصيدلة"، داعياً الباحثين للاستفادة من الفرص المُتاحة والتَّقدُّم بمشروعات بحثيَّة مُتميِّزة.
وهدفت الورشة إلى تسليط الضوء على دور مشروع "سيسامي" في دعم البحث العلمي، واستعراض قصص نجاح بحثية، بالإضافة إلى عرض تفاصيل (النداء العاشر لتقديم المقترحات البحثية المفتوح حالياً)، وإتاحة الفرصة للتعرف على المجالات البحثية المتوفرة، وإجراءات التقديم.
يُشار إلى أنَّ المشروع يُوفِّر فرصاً بحثية هائلة في مجالات العلوم التطبيقيَّة بما يشمل الطب، علوم الأحياء، وعلوم المواد، والفيزياء، والطاقة، والكيمياء، والرعاية الصحيَّة، والزراعة، ومُعالجة المياه والمياه العادمة، والبيئة والآثار، وغيرها، إضافةً لتوفيره فرصاً قيّمة للانخراط في شبكات البحث الإقليمي والدولي، ونشر نتائج الأبحاث في مجلات علميَّة مرموقة.
يُذكر أنَّ مشروع المسارع الضوئي سيسامي، تستضيفه الأردن منذ عام 1999 بدعم من "اليونسكو"، وكانت فلسطين من أولى الدول التي ساهمت في إنشائه، ويضم في عضويته تسع دول؛ من ضمنها فلسطين، إضافةً إلى عدد آخر من الدول التي تشغل صفة عضو مراقب.