منتخب فلسطين.. حلم ملحق كأس العالم وصناعة التاريخ على بعد أمتار

90 دقيقة ستكون مصيرية للجماهير الفلسطينية قاطبة في الداخل والخارج والشتات وأراضي الـ48 التي تنتظر من كتيبة الفدائي تحقيق الفوز على الشقيق العماني ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
الفدائي قادر وكما عودنا في المباراتين السابقتين على تحقيق الفوز الذي سيكون هذه المرة إن تحقق بإذن الله له طعم آخر، حيث سنكون ولأول مرة في تاريخ الكرة الفلسطينية قريبين من حلم المونديال، من خلال التأهل للملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
استاد الملك عبد الله الثاني في القويسمة في العاصمة الأردنية عمان، سيكون مسرحا للقاء الحلم لمنتخبنا أمام منتخب عمان، ولا بديل ولن نرضى سوى بتحقيق الفوز وبأي نتيجة، حيث سيمنحنا التأهل إلى ملحق كأس العالم والصعود للمركز الرابع أو حتى الثالث إذا استطاع منتخب الأردن الذي ضمن تأهله لكأس العالم لأول مرة بتاريخه، من الفوز على منتخب العراق.
ملحق كأس آسيا المؤهل للمونديال حسمت معظم منتخباته، وبقيت البطاقة الوحيدة بين فلسطين وسلطنة عمان، حيث تأهل كل من المنتخبين الاماراتي والقطري، وإندونيسيا الحصان الأسود في هذه التصفيات، والمنتخب السعودي الذي سيكون مطالبا بتحقيق الفوز وبخماسية نظيفة على أستراليا القوية للابتعاد عن الملحق.
الفوز للفدائي سيكون أكبر انتصار للشعب الفلسطيني الذي يعيش أوضاعا مأساوية، خاصة في قطاع غزة في ظل الجرائم المتواصلة، والذي شهد أكبر جرائم يرتكبها المحتل بحق كل شيء، حيث لم يترك ملعبا أو منشأة رياضية إلا ودمرها على رأسها ملعب اليرموك الذي حوّله الاحتلال إلى مركز اعتقال وتعذيب، وتأسس عام 1938، وتم تجهيزه ليكون ملعباً دولياً يُعتمد كملعب بيتيّ فلسطيني، إضافة إلى استشهاد أكثر من 750 رياضيا من مختلف الألعاب.
التأهل سيوجه رسالة قوية لمنظومة كرة القدم العالمية وعلى رأسها "الفيفا" بحقنا بملعبنا البيتي، وبضرورة وقف ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع كل ما يتعلق بفلسطين، حيث لم تحرك اللجنة الأولمبية الدولية أو الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ساكنا وبقيا على الحياد، رغم بشاعة وحجم الجرائم الإسرائيلية.
استعاد الفدائي بقيادة الرائع إيهاب أبو جزر عافيته بفوزين متتاليين على العراق والكويت، بعد أن كان في المرتبة الأخيرة برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، كما سيكون لقاء الغد ثأريا لنجومنا بعد هزيمة الذهاب غير المستحقة بمسقط بهدف وحيد تحقق قبل دقائق من النهاية، رغم الأفضلية الفلسطينية بكل شيء لكن خان لاعبينا الحظ وسوء الحظ أمام المرمى.
اللقاء المصيري من المتوقع أن يحظى بحضور جماهيري حاشد من الجماهير الأردنية والفلسطينية المطالبة بالتشجيع منذ الدقيقة الأولى وحتى النهاية والوصول لهدف المنشود، وهي عودتنا على تواجدها في هكذا مباريات حاسمة ومصيرية.
ويعول "الفدائي" في لقاء الغد المصيري كثيرا، على الثنائي الرائع وسام أبو علي نجم الأهلي المصري والذي سجل هدف تأكيد الفوز الثاني على الكويت، وهداف المنتخب التاريخي عدي الدباغ ابن العاصمة المحتلة الذي سيكون مطالبا بالتسجيل غدا، خاصة أنه غاب كثيرا عن ذلك، وأسيد الحملاوي، ووجدي نبهان، والوافد الجديد محمد حبوس الذي قدم مباراة جميلة أمام الكويت.
قائمة المنتخب شبه كاملة ولن تشهد تقريبا أي غياب، باستثناء عطاء جابر الذي خرج مبكرا للإصابة خلال لقاء الكويت فهناك رامي حمادة في حراسة المرمى، وفي الدفاع مصعب البطاط وموسى فيراوي وعميد محاجنة ووجدي نبهان، وعميد صوافطة وآدم كايد وتامر صيام، وهناك الأكثر من رائع الوافد الجديد اغوستين منصور المحترف في الدوري الممتاز بالبارغواي، وزيد قنبر، وعدي خروب وغيرهم من نجوم "الفدائي".
المنتخب العماني لن يكون لقمة سائغة، رغم تعرضه لهزيمة ثقيلة على أرضه خلال الجولة الماضية أمام منتخب الأردن بثلاثية نظيفة، وهو يلعب بورقتين التعادل أو الفوز، وسيقوم بتنظيم خطوطه الخلفية بإحكام على عكس ما ظهرت به في لقاء الأردن، وسيعتمد على دفاع المنطقة وفرض رقابة على مفاتيح لعب الفدائي، كما سيعتمد على المرتدات كونه يعرف ان منتخبنا، الذي لا بديل له عن الفوز، سيلعب مهاجما وربما يترك مساحات من الممكن استغلالها لتسجيل هدف السبق.
ويمتلك الأحمر العماني مجموعة من اللاعبين المميزين وأبرزهم المهاجم عبد الرحمن المشيفري هداف المنتخب في التصفيات، والمهاجم محسن الغساني، ولاعب الوسط جميل سليم، وغيرهم.
بدوره، أكد المدير الفني للمنتخب الوطني، إيهاب أبو جزر، جاهزية الفدائي التامة للمباراة المفصلية أمام عُمان، غدا الثلاثاء في الجولة العاشرة والأخيرة من المرحلة الثالثة لتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وعبّر أبو جزر عن أمله في أن تكون مباراة الغد تاريخية، وتليق باسم شعبنا الفلسطيني، الذي يمر بظروف قاسية نتيجة عدوان الاحتلال.
وقال في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة والذي عُقد اليوم الاثنين في العاصمة الأردنية، عمّان، "تمسّكنا بحظوظنا في التأهل إلى الملحق الآسيوي، ولدينا لاعبون قادرون على صنع الإنجاز".
وأضاف: "حضّرنا بشكل جيد لمباراة عُمان، خاصة من خلال الفوز على المنتخب الكويتي في اللقاء الماضي".
واعتبر مدرب الفدائي، أن المنتخب العماني جيدٌ ومن أقوى المنتخبات في المجوعة وخصوصا في جانب الاستحواذ على الكرة واللعب الجماعي، لكنها استدرك قائلا: "نحن درسناهم بشكل جيد، ونأمل أن نتمكن من تطبيق خططنا التكتيكية التي تدربنا عليها في المباراة، والظفر بالنقاط الثلاث من أجل الوصول إلى الملحق".
وبشأن اختيار استاد الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية، كملعب بيتي لمنتخبنا في مباراة الغد، أوضح أبو جزر أن الاتحاد الفلسطيني حسم قراره في هذا الأمر "من أجل نكون قريبين من جماهيرنا التي ستأتي لتشجيعنا بأعداد كبيرة، والذين نعوّل على حضورهم لمؤازرة الفدائي".
أما حول العودة البارزة للمنتخب في المباراتين الماضيتين أمام العراق والكويت، وحصد 6 نقاط منهما، كشف أبو جزر أن السر في ذلك هو امتلاك لاعبين مميزين ولديهم إمكانيات كبيرة، مؤكدا أن الجهاز الفني منحهم الثقة المطلقة.
وأضاف: "نحن في مرحلة انتقالية للمنتخب الوطني، وكل الذي عملناه في الفترة الماضية هو التغيير قليلا في طريقة اللعب وواجبات اللاعبين على أرض الميدان".
من جهته، أكد عدي الدباغ، مهاجم الفدائي "أننا على أتم الاستعداد لهذه المباراة المفصلية، وطموحنا هو حصد النقاط الثلاث والتأهل للملحق".
ووجّه نداء للجماهير بأن تأتي غدا إلى إستاد الملك عبد الله الثاني لمساندة منتخبنا الفلسطيني، وقال: "كلاعبين، نحمل رسالة وطنية بأن نفرح جمهورنا وشعبنا في ظل الظروف التي يمر بها، والتي أيضا تمنحنا دافعا كبيرا للفوز".
وأضاف الدباغ : "التتويج بقلب كأس اسكتلندا مع نادي أبردين، منحني ثقة لكي أقدم كل جهودي مع المنتخب الوطني... وجميع اللاعبين يوظفون جهودهم وخبراتهم في مصلحة المنتخب".
المصدر: وفا