خاص| مليشيا ياسر أبو شباب تعلن عن تشكيل لجان إدارية ومجتمعية في قطاع غزة. هل يكون لها دور؟
أثارت دعوة مليشيا المدعو ياسر أبو شباب المواطنين للانضمام إلى مناصب مدنيّة ضمن جهاز مدني يُقام في قطاع غزة، وتأسيس "لجان شعبية مدنيّة" لإدارة الأوضاع، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان نشرته مليشيا أبو شباب خلال الساعات الأخيرة عبر منصة "فيسبوك"، أعلن عن بدء تشكيل "لجان إدارية ومجتمعية" في المنطقة التي تقع تحت سيطرته شرق رفح، داعيًا إلى تطوّع متخصصين من مختلف المجالات.
وفي سياق متصل، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة- أنه دعم مليشيات في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بناء على توصية من الأجهزة الأمنية. واعتبر نتنياهو هذا الدعم "أمرا جيدا" لأنه يسهم في "إنقاذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي".
وقال عصمت منصور المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي إن المدعو ياسر أبو شباب خلفيته معروفة وهو تاجر مخدرات يعمل على الحدود وتاجر في السلاح وتعاون مع داعش واسرائيل وهو شخص مأجور يقدم خدمات مقابل امتيازات واموال لكن هذه المرة على ما يبدو انه يرسم له دور اكبر واوسع من مسألة تجارة وارباح.
وتعود بداية تجنيد قوات الاحتلال مجموعة مسلحة تعمل تحت إشرافها في قطاع غزة إلى أواخر عام 2024 عندما وفرت مأوى للعصابة التي يقودها ياسر أبو شباب في المناطق التي تسيطر عليها جنوب شرق رفح.
وفي ذات السياق رصد آخرون ظهور أحد عناصر المليشيا المسلحة في رفح وهو يتجول بمركبة ويحمل سلاح كلاشينكوف جديدًا ويرتدي لباسا عسكريا، في إشارة إلى الدعم العسكري الذي تتلقاه المليشيا.
وقال مغردون إن لأبو شباب تاريخًا في التهريب وتجارة المخدرات، وإن عائلته تبرأت منه، معتبرين أن الاحتلال يسعى من خلاله لتأجيج النزاعات المسلحة داخل قطاع غزة، والبقاء في موقع "المتفرج المستمتع" بقتال الفلسطينيين.
وأشار بعضهم إلى أن هذا الوضع قد يدفع حماس إلى تخصيص جزء من قوتها لمراقبة هذه المليشيات، في وقت تشتد فيه المواجهة مع الاحتلال، لكنهم أكدوا في المقابل أن سكان غزة لن يتجاوبوا مع هذه "الخدعة".
وفي تطور ميداني خطير، اندلعت أمس اشتباكات مسلحة بين وحدة "سهم" وعصابة "أبو شباب" في جنوبي القطاع، تدخل خلالها الطيران الإسرائيلي وقصف مجموعة "سهم"، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم.
وانتقد آخرون سماح إسرائيل لهذه المليشيا بالتحرك بحرية في مدينة رفح، في وقت تعتبر فيه إسرائيل المدينةَ "منطقة إبادة" وتطلق النار على أي فلسطيني يقترب من الحدود، مشيرين إلى أن ما يجري يجسد سياسة الكيل بمكيالين والتحالف مع الفوضى.