خاص| غزة تحت العزل الكامل: الاحتلال يعمق معاناة السكان بقطع الاتصالات وشح الغذاء

يواصل الاحتلال إحكام حصاره الخانق على قطاع غزة، معتمداً سياسة العزل الكامل التي تستهدف فصل سكان القطاع عن العالم الخارجي وحرمانهم من إيصال صوتهم وصورتهم إلى العالم، في ظل المجازر المستمرة بحق المدنيين.

وفي اتصال هاتفي محدود مع مراسل شبكة “راية إف إم” في غزة، إيهاب أبو دياب، أكد أن قطاع غزة يعيش منذ أكثر من 19 شهراً تحت وطأة الانقطاع الكامل والمتكرر لشبكات الإنترنت والاتصالات. وأوضح أن هذا الانقطاع لا يفصل غزة عن العالم فحسب، بل يقسّم سكان القطاع إلى جزر معزولة، حيث لا يعلم سكان الشمال ما يحدث في الجنوب، ولا تصل أخبار الوسط إلى باقي المناطق، في ظل حالة من التعتيم الممنهج.

وأشار ابو دياب إلى أن هذا الانقطاع يشكل تحدياً بالغ الصعوبة للصحفيين ووسائل الإعلام التي تكافح من أجل إيصال الحقيقة، إذ يصعب تحديد أماكن القصف والانفجارات نتيجة غياب المعلومات الفورية، ما يعوق التغطية الإعلامية ويفاقم معاناة الأهالي في البحث عن ذويهم وسط القصف المتواصل.

وأضاف أن تعطل الإنترنت ينعكس أيضاً على الحياة اليومية للمواطنين، حيث تعجز العائلات عن استخدام التطبيقات البنكية لشراء حاجياتهم، بينما تواجه الأسواق نقصاً حاداً في المواد الغذائية وارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار. وأوضح أن هناك شركة أميركية تنشط جنوب رفح تحت غطاء تنسيق مباشر مع سلطات الاحتلال، وتبيع المواد الغذائية بأسعار فلكية، ما يحول محاولة شراء الغذاء إلى مخاطرة قد تكلفهم حياتهم. وذكر أن أكثر من 15 مواطناً يُستشهدون يومياً أثناء محاولتهم الوصول إلى هذه النقاط للحصول على الطعام والمساعدات.

وفي ظل هذا الواقع القاتم، أكد أبو دياب أن معظم العائلات في غزة باتت تقتات على وجبة واحدة في اليوم، مع تراجع كميات المساعدات التي تصل إلى القطاع، وتحكم قطاع الطرق والتجار في جزء كبير منها، ليعاد بيعها بأسعار خيالية تفوق قدرة المواطنين المحاصرين على تحملها.

ورغم تنديد المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بممارسات الاحتلال ورفضها للآليات المذلة التي تنتهك كرامة الفلسطينيين، إلا أن الاحتلال يواصل فرض سياساته التي تعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع وتزيد من معاناة أكثر من مليوني إنسان يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار والقصف والعزل الكامل