خاص| ضربات متبادلة وخسارة أهداف: هل تستطيع إسرائيل تحمّل حرب طويلة مع إيران؟
في ظل التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، يبرز سؤال جوهري في الساحة الإسرائيلية: إلى أي مدى تستطيع إسرائيل تحمّل تبعات الحرب المفتوحة، في ظل تضارب الخطاب الإعلامي وتبدّل الأهداف السياسية والعسكرية؟
في حديث خاص لـ"رايــــة"، قال عماد أبو عواد، مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، إن الإعلام العبري يتعامل بانتقائية شديدة مع ما حدث مؤخرًا، حيث يخضع لما يُسمى بـ"حظر النشر" المفروض على عدد من الأحداث التي وقعت خلال الليلتين الماضيتين.
وأوضح أن المفارقة تكمن في تركيز إسرائيل على نشر صور الاستهداف في المواقع المدنية والسكنية، بينما تمنع نشر ما جرى من استهداف لمواقع عسكرية أو حيوية ذات طابع حساس، لا سيما تلك التي تتعلق بإيران.
وأضاف أبو عواد أن ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي تتراوح بين التذمر والقلق، حيث بدأ الجمهور يشعر بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة.
في المقابل، يرى المستوى التحليلي والأكاديمي في إسرائيل ضرورة التوجّه نحو حل سياسي سريع، خاصة إذا أرادت الحكومة الإسرائيلية أن تُسوّق لنفسها على أنها وجّهت ضربة قوية لإيران، مع الحفاظ على استقرار الأوضاع ومنع التصعيد.
وأشار أبو عواد إلى أنه في حال توقفت الأمور عند هذا الحد، قد يتفهّم الجمهور الإسرائيلي ما حدث، لكن إذا تطورت وتحوّلت إلى حرب ممتدة، فإن إسرائيل قد تجد نفسها في مأزق حقيقي، اقتصاديًا وأمنيًا، وربما داخليًا أيضًا. وقال: "الواقع الإسرائيلي قد ينهار بوتيرة أسرع من المتوقع في حال اتسعت رقعة الحرب."
وتساءل أبو عواد: "الإسرائيليون لن يتحمّلوا حربًا أطول، لكن أطول من ماذا؟"، مشيرًا إلى أن إسرائيل بدأت هذه الجولة العسكرية بأهداف واضحة لم تتحقق بعد، وهو ما يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة، وإن كانت الصورة هذه المرة مختلفة تمامًا، لأن الأمر يتعلق بإيران، وليس بفصائل المقاومة في غزة.
وقال أبو عواد إن إيران تمتلك قدرات صاروخية وتكنولوجية متقدمة، وإن استمرار هذا الزخم من الهجمات يمكن أن يُعطّل "وسط إسرائيل بالكامل" معتبرا أن الضوء الأخضر الأمريكي للهجوم الإسرائيلي ربما كان جزءًا من محاولة لتحريك ملف التفاوض النووي، لا الدخول في حرب طويلة الأمد.
وتابع قائلاً إن هناك إشارات داخل إسرائيل إلى ضرورة العودة إلى الحل السياسي، خاصة بعدما تحوّل هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من "إسقاط النظام الإيراني" إلى "تحييد الخطر النووي".
وبحسب أبو عواد، فإن إسرائيل ربما نفّذت ضربة أمنية قوية، استهدفت فيها شخصيات بارزة وعلماء في إيران، لكن المؤشرات على الأرض تُظهر أن إيران ما زالت صامدة، وترد على الهجمات بشكل منظم ومدروس.
وأوضح أن الضربة الإسرائيلية كانت واسعة، لكن الطموح الإسرائيلي في إرباك النظام الإيراني ومنع الرد لم يتحقق. بل على العكس، الرد الإيراني بدأ، وسيتصاعد وفقًا لخطط دقيقة ومدروسة، مما يضعف قدرة إسرائيل على الادعاء بتحقيق نصر سريع.