الولايات المتحدة شريكة في الحرب
خاص| تصعيد مستمر ومفاوضات في الظل.. إيران تشترط استكمال ردها قبل التهدئة
في ظل تزايد وتيرة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، تدور في الكواليس اتصالات دولية مكثفة، بعضها برعاية أمريكية، لاحتواء الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة. ورغم هذه الجهود، ما تزال إسرائيل تأمل بدعم مباشر من الولايات المتحدة لمواصلة ضرباتها ضد طهران، خاصة في إطار استهداف البرنامج النووي الإيراني.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الدكتور جوني منصور، المحاضر والمؤرخ من حيفا، إن الولايات المتحدة تعتبر "شريكة" في هذه الحرب، حتى وإن لم تنخرط فعليًا بقواتها على الأرض.
وأضاف: "الإدارة الأمريكية كانت على علم مسبق بهذه العملية قبل تنفيذها، بل ساعدت إسرائيل عبر تزويدها بالسلاح، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا".
وأوضح منصور أن الموقف الأمريكي، كما عبّر عنه الرئيس السابق دونالد ترامب، يتمثل في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، لكنه يرفض في الوقت ذاته الزج بالقوات الأمريكية في حرب مباشرة مع إيران.
وأشار إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة، التي أكد فيها على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لا تتناقض مع دعواته للوصول إلى تسوية سلمية، رغم أن هذه الدعوات لم تؤدِ إلى أي تهدئة تُذكر في الحرب الدائرة على غزة، ولا يبدو أنها تؤثر فعليًا في المواجهة مع إيران.
وأضاف: "الحديث عن التوصل لاتفاق يشير إلى وجود مفاوضات خلف الكواليس، لأن الولايات المتحدة والدول الغربية تدرك أن إيران لن ترضخ لإملاءات سياسية أو عسكرية".
طهران ترد على القصف الإسرائيلي.. من موقع القوة
واعتبر منصور أن إيران تسعى إلى التفاوض من موقع القوة، لا من موقع الانكسار، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية أعلنت أن الحرب مستمرة، وأنها لا تنوي الدخول في مفاوضات الآن، ما يعكس رغبتها في فرض شروطها لاحقًا مع الحفاظ على مشروعها النووي وترسانتها الصاروخية.
وفي ردٍ على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد فاجأت إسرائيل وحلفاءها بردّها، قال منصور: "الضربة الاستباقية الأولى من إسرائيل باغتت إيران فعلًا، وأوقعت قتلى في صفوف قادة عسكريين وعلماء، لكن طهران استطاعت استعادة زمام المبادرة سريعًا، والرد بهجمات صاروخية دقيقة استهدفت مواقع عسكرية ومدنية على حد سواء".
وأكد أن إيران لم تطلق صواريخها بشكل عشوائي، بل تعمّدت توجيهها نحو أهداف محددة، ردًا على استباحة إسرائيل للأراضي الإيرانية وقصفها المستمر للمرافق العسكرية والمدنية هناك.
وأشار منصور إلى أن عدة أطراف بدأت تتحرك سياسيًا في محاولة لاحتواء التصعيد، على رأسها روسيا التي عرضت التوسط بين الطرفين، بالإضافة إلى الصين وباكستان اللتين أعلنتا دعمهما لإيران، فضلًا عن بعض الدول العربية التي أبدت رفضها العلني للهجمات الإسرائيلية، وإن كان ذلك عبر مواقف لفظية فقط.
وأكد منصور في ختام حديثه أن إسرائيل تستهدف تصفية المشروع النووي الإيراني، وقد تكون نجحت في ضرب بعض مكوناته، لكنها لم تتمكن من إنهائه بالكامل.