رئيس بلدية دير بلوط لراية: إغلاق الطرق يدمّر موسم الفقوس وخسائرنا وصلت مليوني شيكل

في ظل استمرار الإغلاقات الإسرائيلية المشددة على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية، تواجه بلدة دير بلوط في محافظة سلفيت تحديات غير مسبوقة تهدد موسمها الزراعي الأبرز، وسط معاناة المزارعين وصعوبة تسويق المنتجات الزراعية.

وقال رئيس بلدية دير بلوط، سمير يوسف، في حديث خاص لــ"رايــة"، إن الطرق المؤدية إلى البلدة مغلقة بالكامل، سواء الرئيسية أو الفرعية، ما تسبب بخسائر جسيمة للمزارعين، لا سيما مزارعي "الفقوس"، وهو المحصول الأشهر في البلدة.

وأوضح يوسف أن "دير بلوط تنتج يوميًا ما بين 3 إلى 4 أطنان من الفقوس في مثل هذا الوقت من السنة، لكن هذا العام يعتبر من أضعف المواسم بسبب شُح الأمطار والإغلاقات التي حالت دون تسويق المحصول، وقدرت الخسائر بما بين مليون ونصف إلى مليونين شيكل، في حين أن الدخل هذا العام لم يتجاوز 500 ألف شيكل فقط".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعمد إطلاق الرصاص على المزارعين بالقرب من الجدار ونقاط التفتيش، ومنع المتسوقين من دخول سهل دير بلوط، مما أثر سلبًا على حركة التسويق، وتسبب بتلف كميات كبيرة من المحصول.

وأضاف: "سهل دير بلوط يُعتبر من أبرز السهول الزراعية في محافظة سلفيت، وتعمل فيه بشكل أساسي النساء من أمهاتنا وبناتنا، وهن من يزرعن الأرض ويقمن ببيع المحصول وتسويقه. اليوم يُحرم هؤلاء النساء من مصدر رزقهن بسبب الإغلاق والحصار".

وأكد يوسف أن البلدية تواصلت مع الارتباط المدني والعسكري من أجل تسهيل خروج المحصول وتسويقه، ولكن دون جدوى، مشيرًا إلى أن "الاحتلال لا يسمح حتى بمرور المنتجين سيرًا على الأقدام، ما أدى إلى تعطل عملية التسويق بالكامل".

خسائر مضاعفة واستهداف ممنهج للأراضي

وبيّن يوسف أن الاحتلال صادر نحو 2,650 دونمًا من الأراضي الزراعية جنوب دير بلوط، وأغلق جميع الطرق الزراعية، ومنع المواطنين من قطف ثمار الزيتون، وهو مصدر الدخل الثاني لأهالي البلدة، مشيرًا إلى وجود نحو 5,000 دونم من أشجار الزيتون لم يتم قطفها العام الماضي بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

كما نبه إلى وجود مطامع استيطانية واضحة في الأراضي المحيطة بالبلدة، لافتًا إلى أن دير بلوط فقدت منذ عام 1948 ما يقارب 15,000 دونم، ثم صادرت سلطات الاحتلال 8,000 دونم أخرى عند إقامة جدار الفصل العنصري، ليبقى للبلدة اليوم فقط 13,000 دونم، من بينها 744 دونمًا فقط ضمن المخطط الهيكلي.

وكشف أن هناك مخططًا لمصادرة 5,000 دونم إضافية من الجهة الغربية للبلدة، وهو ما يزيد من خنق البلدة جغرافيًا وزراعيًا.