خاص | غزة تحتضر والجوع لم يعد تحذيرا بل واقعا مرعبا

في الساعات الماضية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها المتواصل لخيام النازحين والمباني السكنية، وصولًا إلى مناطق قريبة من مستشفى ناصر، وهو آخر مستشفى يعمل جزئيًا في جنوب قطاع غزة.

الهجمات التي طالت مناطق مصنفة "آمنة" وفق ادعاءات الاحتلال، دفعت آلاف السكان إلى نزوح قسري متكرر، حتى من الخيام التي بالكاد تصلح للحياة.

الصحفية يافا أبو عكر من قطاع غزة، أكدت ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة في حيّ الصبرة شمال القطاع، حيث تم قصف منزلا سكنيا، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى والمفقودين.

كما لفتت أبو عكر في حديث عبر شبكة رايـــة الإعلامية إلى "المصيدة"، في إشارة إلى مراكز توزيع المساعدات التابع للشركة الأمريكية الإسرائيلية، حيث يتم استهداف المدنيين، خصوصًا الشباب، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.

وقالت: "من يذهب للموت هناك، إنما أُجبر عليه، فقط من أجل كيس طحين أو علبة فول!"

مجاعة حقيقية: "كلنا في غزة جائعون"

وبحسب أبو عكر، فإن الجوع لم يعد تحذيرًا بل واقعًا مرعبًا: كيلو الطماطم بـ 90 شيكل، كيلو السكر بـ 380 شيكل، حليب الأطفال غير موجود، و30 ألف طفل يعانون من نقص حاد، وأكثر من 2000 حياتهم مهددة خلال 48 ساعة.

وأضافت: "نحن جائعون. لا نخجل من قولها، نحن ننهار فعليًا في شوارع غزة".

شحّ المياه... وتهاوي النظام الصحي

وأوضحت أبو عكر أن النازحين في مناطق مثل "المواصي" في خانيونس جنوب قطاع غزة؛ ينتظرون عربة ماء نظيف أسبوعيًا، في مشهد يصعب تصديقه.

أما المستشفيات، مثل كمال عدوان والمعمداني، فإما محاصرة أو خارج الخدمة. العمليات تجرى بلا تخدير، ونداءات استغاثة متكررة لطلب أكياس دفن بدلًا من الكفن.

أمومة تحت النار... وطفولة مفقودة

يافا، التي تحدثت كصحفية وأم، نقلت مشاهد من حياة آلاف الأمهات الغزّيات، قائلة: "طفلي ابن العامين يطلب تفاحة... ماذا أقول له؟ هناك أطفال قُتلوا وهم جائعون."

وأكدت أبو عكر أن مشاهد الأطفال الذين يحملون أكياس طحين بدلاً من حقائب المدرسة أو يأكلون الرمال لغياب الطعام، تختصر حجم المأساة.

غزة ليست أرقامًا... كل شهيد له اسم وقصة وأمّ

وختمت الصحفية حديثها قائلة: "70 شهيدًا في يوم واحد؟ هؤلاء ليسوا أرقامًا. لكل شهيد أمّ، بيت، حلم، لم تودعهم ولم تجد حتى قبرًا لهم"، وناشدت أبو عكر المؤسسات الإنسانية ووسائل الإعلام: "لا تعودوا إلى لغة الأرقام... فكل دم فلسطيني ليس رخيصًا".