الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:55 AM
الظهر 12:42 PM
العصر 4:22 PM
المغرب 7:54 PM
العشاء 9:27 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"ع وين رايح؟".. موقع يرصد حالة الطرق بالضفة عبر الذكاء الاصطناعي

في ظل واقع الاحتلال والحواجز الطيّارة والبوابات الحديدية التي تعيق تنقّل الفلسطينيين، برزت مبادرة شبابية مميزة قادها الشابان مصعب نعيرات (مهندس حاسوب) وأحمد غريب (طالب جامعي)، لتطوير موقع إلكتروني يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد حركة الطرق والحواجز لحظة بلحظة، تحت اسم "ع وين رايح؟".

الموقع الذي انتشر خلال أسابيع قليلة أصبح ملاذاً أساسياً لكل من يود التنقّل داخل الضفة الغربية، لا سيما في ظل غياب أي مصدر مركزي واضح وموثوق لحالة الطرق.

بدون تحميل… كبسة واحدة تكفي

ما يميز موقع "ع وين رايح؟" أنه لا يحتاج إلى تحميل كتطبيق، بل يكفي الدخول إلى الموقع عبر الهاتف الذكي أو الكمبيوتر، ثم اختيار المدينة المستهدفة، ليظهر فورًا الوضع الحالي للحواجز المؤدية منها وإليها.

وقال مطوّر الموقع مصعب نعيرات في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية: "أردنا حلاً سريعاً وفعالاً… مش لازم تنزل تطبيق أو تنتظر رد من جروب. بكبسة واحدة تعرف كل شيء."

الفكرة من معاناة حقيقية

ووفق نعيرات، فقد انبثقت الفكرة من موقف شخصي، حين علق مصعب عند حاجز المربعة في نابلس ثلاث ساعات، ما دفعه للتفكير بضرورة وجود أداة تساعد الناس في معرفة وضع الطرق والحواجز قبل الانطلاق.

"حاجز طيّار أو بوابة مغلقة ممكن تغيّر كل خططك، خصوصاً للناس اللي بتتجه يومياً لأعمالها بين المدن"، يضيف مصعب.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الفلسطينيين

ويعتمد الموقع على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات القادمة من جروبات "تلغرام" و"واتساب"، وفهم طبيعة الإغلاق أو الازدحام، حتى لو كانت باللهجة العامية.

ورغم صعوبة تفسير المصطلحات الشعبية مثل "زاطمة" أو "طابور من هون لهناك"، تم تدريب النظام ليتعرّف على المفردات المحلية وتحليلها بشكل ذكي، وفق نعيرات.

من نابلس إلى رام الله؟ اعرف الطريق قبل الانطلاق

يتيح الموقع حاليًا البحث بحسب المدينة، ويُطلب من المستخدم مثلاً تفقد "حواجز نابلس الخارج" و"حواجز رام الله الداخل" للوصول إلى وجهته.

وتعمل النسخة القادمة على تمكين المستخدم من تحديد نقطة الانطلاق والوجهة، ليعرض الموقع فقط الحواجز والمعيقات المتعلقة بالرحلة المحددة.

تعلّم ذاتي ومراقبة المحتوى

وتم تزويد الموقع بخوارزميات تتعلم تلقائياً ("Machine Learning") لتصفية المعلومات الخاطئة أو المضلّلة، إضافة إلى مراقبة يدوية من قبل المطورَين لضمان دقة المحتوى.

"ما منقبل أي تحديث إلا إذا إجى من أكثر من مستخدم بفترة قصيرة، وهيك منفلتر البيانات المغلوطة"، يقول مصعب.

مش بس حواجز… بل أدلة بديلة

والهدف القادم للموقع ليس فقط عرض الحواجز، بل أيضاً اقتراح طرق بديلة في حال إغلاق الطريق، والإبلاغ عن أزمات مرورية، حوادث، تواجد مستوطنين أو شرطة، ما يجعله دليلاً شاملاً لحركة التنقّل اليومية.

نجاح كبير رغم العمر القصير

بعد نحو شهرين فقط من انطلاقه، سجّل الموقع أكثر من 30 ألف زيارة في يوم واحد، خصوصًا خلال أوقات الذروة أو الحوادث الكبيرة.

ووفق مطوريه، فإن مدينتي نابلس ورام الله تُسجلان أعلى نسب استخدام للموقع، بينما يجري العمل حاليًا على تغطية كافة مناطق الجنوب والقرى المحاصَرة.

مشروع بُني على تعاون الجمهور

ويعتمد الموقع على مساهمات الناس في تحديث الحواجز، مع توفير زر خاص في كل صفحة تتيح للمستخدمين إرسال تحديث فوري، ما جعل الجمهور شريكًا فعليًا في إنجاح التجربة.

ويؤكد نعيرات: "في عنا لستة طويلة من بوابات وحواجز أرسلها الناس من الجنوب والقرى، وهذا الشيء بيخلينا نوسع خارطتنا."

تطبيق قادم وتوسع مرتقب

ورغم أن الموقع مصمم ليكون بسيطًا وسريعًا، إلا أن ضغط المستخدمين ورغبتهم في وجود تطبيق خاص دفع الفريق لبدء العمل على نسخة مخصصة للهواتف المحمولة، تشمل إشعارات وتنبيهات لحظية.

ملاحظات الجمهور تصنع الفرق

دعا المطورون جميع المستخدمين لترك ملاحظاتهم على الموقع والمساهمة في تطويره. "أنتو اللي على الطريق، أنتو الأعرف"، يقول مصعب، مؤكداً أن كل تفاعل يساعدهم في تحسين المنصة أكثر.

لأننا لا نملك رفاهية الطريق المفتوح

"ع وين رايح؟" ليس مجرد موقع، بل حاجة وضرورة فرضها الواقع الاحتلالي الصعب، وهو مثال حي على كيف يمكن للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أن يُسخّرا لخدمة الإنسان الفلسطيني في أبسط حقوقه: حقه في التنقل بحرية وأمان.

Loading...