خاص| تصعيد إسرائيلي مرتقب في غزة: تهديدات باستمرار الحرب وغياب للحل السياسي!

بينما تتواصل الحرب المفتوحة على قطاع غزة، أطلق رئيس أركان جيش الاحتلال تهديدات جديدة بإعادة تركيز العمليات العسكرية داخل القطاع، تحت عنوان "استعادة الأسرى" و"القضاء على حكم حماس"، وفق تعبيره.

تصريحات وصفها مراقبون بأنها ليست جديدة، بل تكرار لنبرة التصعيد التي باتت ملازمة لقيادة الاحتلال منذ نحو 22 شهرًا، في وقت يُقتل فيه الأبرياء بشكل يومي وسط صمت دولي.

وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، علّق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، على التصريحات الإسرائيلية قائلًا: "هذه التهديدات تتكرر منذ قرابة عامين، دون أن يحقق الاحتلال أي من أهدافه المعلنة. الضحايا هم دائمًا المدنيون الأبرياء، الذين يُقتلون جوعًا أو بقصف الطائرات، بمعدل لا يقل عن 100 شهيد يوميًا."

وأضاف الرقب أن الاحتلال لا يزال يواصل تفرده العسكري بجبهة غزة، مستدركًا: "غزة، هذه البقعة الصغيرة التي بالكاد تُرى على الخارطة، سبق وأن أرسل إليها الاحتلال ثلث جيشه. ومع ذلك، فشل بتحقيق ما يريد. بل إن عملية واحدة نفذها مقاوم فلسطيني في خان يونس أدت إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بحسب اعتراف الاحتلال ذاته."

ورأى الرقب أن استمرار العمليات العسكرية بدلًا من الذهاب نحو اتفاق سياسي يُنذر بتصعيد أعنف، مضيفًا: "إسرائيل اختارت استمرار القتل بدلًا من التهدئة. وهي تستغل حاليًا انشغال العالم بالتصعيد بينها وبين إيران لتنفيذ عمليات موسعة في مناطق جنوب ووسط غزة."

وأوضح أن الاحتلال يصنف الآن أجزاء واسعة من غزة كمناطق "حمراء"، لافتًا إلى أنه يسيطر فعليًا على أكثر من 80% من مساحة القطاع، بينما يُحاصر الكتلة السكانية في مربعات ضيقة جنوب وادي غزة وشماله.

وعن تأثير وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب على مسار الحرب في غزة، قال الرقب: "بالعكس، لم يكن لهذا الاتفاق أي تأثير إيجابي على غزة. الاحتلال استغل الهدوء المؤقت ليوسع عدوانه. والحقيقة أن ملف غزة لم يكن مطروحًا على طاولة المفاوضات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لا بين إسرائيل وإيران، ولا بين أمريكا وطهران."

وأكد الدكتور الرقب أن الجهود التي تُبذل حاليًا تهدف للتوصل إلى تهدئة شاملة، موضحًا أن القاهرة تبذل تحركات كبيرة بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن. وأشار إلى دور الوسيط الأمريكي بشارة بحبح الذي طرح مؤخرًا رؤية متكاملة لوقف إطلاق النار.

"الاقتراح الأمريكي نُقل إلى الجانب الإسرائيلي، الذي ناقشه وأبدى بعض الملاحظات عليه. لكن حتى الآن لم نصل إلى نقطة الحسم."

وكشف الرقب أن الكواليس تشهد نقاشات جدية حول ترتيبات أمنية تشارك فيها قوات عربية، تُمهّد لتسوية قد تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ووقف كامل للعدوان.