خاص| أقراص مخدّرة في مساعدات إنسانية موجهة لغزة.. دعوات لتحقيق دولي ومساءلة

في تطوّر خطير يضرب جوهر العمل الإنساني في قطاع غزة، كشف نائب مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أمجد الشوّا، عن وقائع صادمة تتعلق بما أسماها "آلية القتل والتخريب الأميركية الإسرائيلية"، في إشارة إلى مراكز توزيع المساعدات التي وُصفت بـ"مصائد الموت"، والتي تنتهك كرامة الإنسان الفلسطيني وتستهدف المجتمع ومقوّماته.

وفي حديث خاص لشبكة راية الإعلامية، حمّل الشوّا الاحتلال الإسرائيلي وشركات أمنية أميركية المسؤولية عن تدهور المنظومة الإنسانية، مطالبًا بتحقيق دولي ومساءلة الجهات المتورطة.

وأكد الشوّا أن هذه الآلية التي تنفذها الولايات المتحدة وإسرائيل داخل غزة لم تعد مجرد نظام مساعدات، بل تحوّلت إلى "أداة قتل وتخريب للمجتمع الفلسطيني".

وأوضح أن الاحتلال يسعى عبر هذه المنظومة إلى تفكيك النظام الإنساني القائم منذ عقود في غزة، والذي يضم مؤسسات أممية وأهلية، ويعتمد معايير احترام الكرامة الإنسانية.

وأضاف الشوّا: "نحن كمنظمات إنسانية نذهب بالمساعدات إلى المواطنين، لا نأتي بالمواطنين إلى المساعدات. لا يجوز إذلال الناس وإجبارهم على المرور عبر ممرات من الأسلاك الشائكة والسير لساعات طويلة في ظروف مذلّة".

وكشف الشوّا عن العثور على أقراص مخدّرة داخل مساعدات الطحين التي يتم توزيعها في هذه المراكز، بعد إخضاعها للفحص من قبل أطباء وأخصائيين، تبين أنها تحتوي على مواد مخدّرة قد تسبب الوفاة أو الإدمان.

وصرّح: "نحن نطالب بتحقيق دولي مستقل في هذه الآلية، ومحاسبة كل من يقف خلفها، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي، وشركة الأمن الأميركية المتورطة، ومؤسسة ما تسمى 'غزة الإنسانية'."

ورداً على سؤال حول مصدر الطحين، أوضح الشوّاح أن الطحين الموزع يأتي في عبوات صغيرة ويُعتقد أنه مصنع في إسرائيل، مشيرًا إلى إمكانية "دس الأقراص المخدّرة عمدًا داخل الطحين أو طحنها مسبقًا"، وهو ما يزيد من حجم الخطورة وضرورة التحقيق العاجل.

وأكد أن المواطنين بدأوا العزوف فعلاً عن استلام الطحين بعد تنبيه الجهات المختصة وتحذير وزارة الصحة التي تلقت شكاوى متعددة حول هذه القضية.

وفيما يخص استمرار الاعتماد على هذه المراكز رغم الإدانات الدولية، أشار الشوّاح إلى أن البديل موجود بالفعل ويتمثل في منظومة العمل الإنساني المعروفة والمجربة في غزة والضفة الغربية، بقيادة الأونروا والمنظمات الأهلية المحلية والدولية، والتي تعمل منذ عقود.

وقال:"الاحتلال يحاول تدمير هذه المنظومة واستبدالها بأخرى أمنية عسكرية تُستخدم لإذلال الفلسطينيين والسيطرة عليهم."