زقوت لراية: المنظومة الصحية بغزة تنهار والعدوان يحكم بالإعدام على المرضى
خاص - راية
قال د. بسام زقوت، مدير الإغاثة الطبية في جنوب قطاع غزة، إن النظام الصحي في القطاع يواجه لحظة "انهيار كارثي"، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق، محذرًا من أن "كافة مستشفيات غزة قد تخرج عن الخدمة خلال أسابيع قليلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه".
وفي حديثه لـ"راية" عبر الهاتف، أشار زقوت إلى أن مؤسسات طبية محلية ودولية، بينها منظمة "أطباء بلا حدود"، أكدت أن الوضع الصحي في غزة دخل مرحلة الكارثة، وسط نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية، وغياب أي أفق للحل.
وأضاف: "القطاع يمرّ بأوقات صعبة للغاية، العدوان في أشد مراحله، القصف متزامن في جميع مناطق غزة، وأوامر الإخلاء تشمل مناطق واسعة حتى وسط المدينة. آلاف العائلات بلا مأوى، والجوع وسوء التغذية سيد الموقف".
وحول القدرة التشغيلية للمرافق الطبية، أوضح زقوت أن المستشفيات بالكاد تواصل تقديم خدماتها في ظل النقص الكبير في الوقود والأدوية، مؤكدًا أن النظام الصحي برمّته "عاجز عن الصمود".
وقال: "الوقود شبه مفقود، الأدوية الأساسية غير متوفرة، وملفات صحية حساسة مهددة بالانهيار، من بينها غسيل الكلى، وعلاج السرطان، والأمراض المزمنة، ناهيك عن سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع، وخاصة بين الأطفال".
كما حذّر من تهديد وبائي متصاعد في القطاع، في ظل تدهور البيئة الصحية والنقص في مياه الشرب والغذاء والمأوى، مشيرًا إلى أن انتشار الأوبئة "أصبح مسألة وقت فقط".
وأضاف: "القطاع الصحي يواجه أزمة حقيقية، والمستشفيات الرئيسية مثل ناصر في خانيونس والمعمداني في غزة تقع ضمن مناطق إخلاء، وهي مهددة بالخروج عن الخدمة في أي لحظة، ما يعني فقدان القدرة على إجراء العمليات الجراحية والعناية بالحالات الحرجة".
وتحدّث زقوت عن الاستهداف المتكرر للطواقم الطبية، قائلاً: "كلما فقدنا طبيبًا، نفقد ركيزة من ركائز العمل الطبي، لأن كل فرد يقوم بمهام تفوق طاقته للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات".
وتابع: "الوضع الحالي هو عمليًا حكم بالإعدام على غالبية المرضى والمصابين في غزة، لا سيما في ظل انعدام الحلول والمقومات الأساسية للاستمرار".
وختم د. زقوت حديثه بدعوة عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع، قائلاً: "نأمل بانفراجة قريبة، لكن استمرار هذا الواقع المأساوي سيؤدي إلى انهيار تام للقطاع الصحي ونتائج كارثية على حياة سكان غزة".
