خاص| الميدان يكشف نوايا الاحتلال: تهدئة في التصريحات وتصعيد بالنار
في ظل الحديث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة، التي وصفت بحسب خبراء بأنها تمهيد "لمحو" مناطق سكنية بالكامل على غرار ما حدث سابقاً في مخيم جباليا نهاية العام الماضي.
وفي حديث خاص لـ"رايــة" قال رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية محمد أبو قمر إن الاحتلال يسعى لتدمير الحياة بالكامل في بعض المناطق، موضحًا أن هذه السياسة تهدف إلى منع عودة السكان حتى لو توقفت الحرب.
وأضاف: "ما يجري من قصف للخيام والمباني السكنية، كما حدث في الشيخ رضوان الليلة الماضية، يكشف نية الاحتلال في تسريع وتيرة القتل قبل أي اتفاق تهدئة".
وأشار أبو قمر إلى أن الاحتلال يواصل استهداف حتى الذين يبحثون عن المساعدات، سواء في وسط القطاع أو في رفح غربًا، معتبرًا أن ذلك انعكاس لسياسة تسابق الزمن لارتكاب أكبر قدر من المجازر قبل أي اتفاق.
وحول ردود فعل الناس داخل القطاع، أوضح أن هناك ارتفاعًا في جرعة التفاؤل بين المواطنين بعد تواتر الأخبار عن قرب التهدئة، وهو ما انعكس على الأسعار في الأسواق المحلية، رغم أن البضائع المتوفرة تعتمد على ما يُنتج داخلياً أو ما يُسرق من المساعدات ويُعاد بيعه، حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، وصف أبو قمر المشهد بأنه "أصعب مما يمكن للعقل أن يتصوره"، لافتًا إلى أن "الأدوية، وحليب الأطفال، والمكملات الغذائية باتت شبه معدومة"، كما أن المياه الصالحة للشرب غير متوفرة إلا عبر محطات محدودة تعمل على وقود صناعي أو بدائل شحيحة.
وأضاف: "حتى الحديث عن انخفاض الأسعار لا يعني العودة إلى الوضع الطبيعي... لتر زيت الطهي مثلًا انخفض من 120 شيكل إلى 30 شيكل، لكنه لا يزال خارج قدرة معظم العائلات التي لا تملك دخلًا أو لا تستطيع سحب أموالها من البنوك".
وأشار إلى أن مَن يريد سحب أمواله عبر ما يُعرف بظاهرة "التكييش" يدفع عمولة تصل إلى 45%، وهو ما يزيد من أعباء الناس في ظل انهيار شبه كامل للخدمات والرقابة.
وأكد أبو قمر أن الاحتلال يعزز ظواهر سلبية داخل المجتمع كالفوضى واستخدام السلاح، موضحًا أن هذه المشاهد لم تكن جزءًا من الحياة اليومية في غزة سابقًا.
