خاص| تفاؤل ترامب باتفاق وشيك.. مناورة انتخابية أم اختراق سياسي حقيقي؟
في ظل التفاؤل اللافت الذي يبديه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، يتزايد الحديث عن تحركات دبلوماسية قد تفضي إلى وقف مرحلي للحرب في قطاع غزة، وسط تنسيق أميركي-إسرائيلي غير معلن.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، الأستاذ سليمان بشارات، إن مصدر تفاؤل ترامب يعود إلى عاملين رئيسيين، أولهما رغبته في تقديم نفسه كصانع للمسارات السياسية في الشرق الأوسط، بدءًا من المواجهة مع طهران ووصولًا إلى الحرب على غزة.
وأضاف بشارات أن ترامب يعتبر تغريدته التي أعلن فيها وقف الحرب مع إيران سابقًا انتصارًا لدبلوماسيته، ويريد اليوم توظيف ذلك في سياق الصراع الحالي، ليظهر بمظهر القادر على فرض الرؤى السياسية المختلفة عن سابقيه، خاصة الرئيس الحالي جو بايدن، الذي طالما وصفه ترامب بـ"الضعيف وغير الحاسم".
أما العامل الثاني خلف تفاؤل ترامب، وفق بشارات، فيتعلق بإدراكه لتبعات الحرب على غزة، التي باتت تلحق أضرارًا مباشرة بإسرائيل، ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل في علاقاتها الإقليمية. وعليه، يسعى ترامب إلى الدفع باتجاه تغيير شكل وأدوات الحرب، من حرب إبادة إلى أخرى تعتمد على الضغط السياسي والدبلوماسي.
اتفاق مرحلي.. لا نهاية وشيكة للحرب
رغم هذه التحركات، أكد بشارات أن ما يجري الحديث عنه حتى اللحظة هو "اتفاق مرحلي" وليس وقفًا نهائيًا للحرب، مشيرًا إلى أن المفاوضات المرتقبة بين نتنياهو وترامب خلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال إلى واشنطن ستكون حاسمة في تحديد طبيعة المرحلة المقبلة من الحرب.
وأضاف: "نتنياهو بحاجة إلى توافق مع واشنطن، وترامب تحديدًا، خاصة في ظل أزماته الداخلية، وتصريحات ترامب الداعمة له، التي اعتبر فيها أنه يجب على الإسرائيليين عدم محاكمته، بل شكره على جهوده في حماية إسرائيل".
مصالح داخلية تدفع إسرائيل للتهدئة
وعن الموقف الإسرائيلي، أشار بشارات إلى أن الحكومة لم تصل بعد إلى قناعة بوقف الحرب نهائيًا، لكن هناك دوافع كثيرة للقبول باتفاق مرحلي، أبرزها الضغط المتزايد على المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي بدأت تدفع ثمنًا فادحًا، وسط مطالب من عائلات القتلى الإسرائيليين بإعادة الجنود من غزة.
وتابع: "رغم أن القرار النهائي سياسي، إلا أن الجيش الإسرائيلي لديه رؤية وتقديرات يقدمها حول مآلات الحرب، وهو ما يعزز من فرص البحث عن بدائل ميدانية وسياسية".
ولفت بشارات إلى أن نتنياهو يبدو في طور تغيير منهجيته السياسية الداخلية، ضمن استعداداته للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ومحاولته التخلص من قيود المتطرفين مثل بن غفير وسموتريتش، بهدف تشكيل ائتلاف جديد.
وأضاف: "نتنياهو يريد أن يقدّم اتفاق وقف إطلاق النار كجزء من مكاسب ما بعد المواجهة مع طهران، ويظهره كمرحلة من مراحل النصر. كما أن صورته المنتظرة مع دونالد ترامب ستكون بمثابة تتويج سياسي يريد تسويقه للشارع الإسرائيلي".