نداء يونس: شاعرة فلسطينية تبني سرداً ممتداً بين الذات والقضية
شعرت الشاعِرة والإعلامية الفلسطينية نداء يونس بالوجود الرمزي الفلسطيني في مهرجان سوق الشعر بباريس، فتحدثت عن الفخر والمفارقة التي تمثّلها المشاركة خارج الوطن، بينما الواقع الفلسطيني يتفكّك داخليًا. وقد عكست مشاركتها رفضها لتهميش الصوت الفلسطيني واعتبرته "صوت المقاومة الثقافية" في مواجهة الاحتلال و الإقصاء الثقافي.
ترجمة ديوانها ما بعد «تاويل الخطأ» بنشاط مكثّف، فتعاونت مع مترجمين عالميين، وظهرت أعمالها بالإنجليزية، الفرنسية، والألمانية. محادثة هاتفية من المفاجآت عندما اتصل بها الشاعر الكبير أدونيس، معلنًا استعداده لتقديم ديوانها، ما شكّل اعترافًا نادرًا بالشعر الفلسطيني وقيّمًا ثقافيًا سياسيًا.
الشعر والجندر: كتابة الجسد وتحدّي التهميش
وخلال حديثها لبرنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، قالت يونس إنها ركزت في بحوثها على «كتابة الجسد» وخصوصية التجربة النسوية الفلسطينية، المناهضة للاحتلال والوعي الاجتماعي الأبوي، ومقاومتها للوصم الاستشراقي. وأضافت صوتًا نسويًا مميزًا من فلسطين للخشبة العالمية.
من بحور عمودية إلى الشعر الحر
وانطلقت الشاعرة يونس من بيئة محافظة حيث حفظت 1500 بيت شعري عمودي في تاسع وثامن عشر دراسي، وانتقلت لاحقًا إلى الشعر الحر والنثر الشعري، بحثًا عن صوتها الذاتي الذي يعكس تجربتها وموقفها، لا قالبًا جاهزًا.
وترى أن الشعر ليس ترفاً، بل ضرورة، فهو صوت التجربة الفلسطينية ومقاومة البُعد عن الذات.
وتؤمن بدور الشاعر كصانع تأثير ثقافي، لكنه يفتقر لدعم محلي، سواء من المؤسسات أو الإعلام، مع حفاظها على عملها الفردي المستمر في الترجمة والإنتاج الأدبي.
رسالة إلى الوطن والقُراء
وختمت يونس رسالتها مؤكدة أنها شاعرة فلسطينية من رحم المعاناة؛ تمارس الشعر من القلب، وتقدر دعم زوجها وأولادها الذين يسدّون فجوة الوقت لصالح كتابة قصيدة أو إنجاز فكرة.
وطالبت بتقدير الصوت الثقافي ودعمه؛ فهو اليوم أداة سياسة ودبلوماسية تحتاج إلى حضانة وظلّ صمت رسمي.