الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:06 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:25 PM
المغرب 7:52 PM
العشاء 9:23 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في ظل الحرب

"أمل في مكان هادئ".. مبادرة شبابية توفّر مساحة دراسية آمنة لطلبة غزة

جانب من مبادرة
جانب من مبادرة "أمل في مكان هادئ"

غزة - أماني شحادة

في قلب قطاع غزة، وتحت وطأة الحرب المستمرة والانقطاع المتكرر للكهرباء والإنترنت، انطلقت مبادرة مجتمعية شبابية بعنوان "أمل في مكان هادئ"، تهدف إلى توفير بيئة دراسية آمنة ومهيأة لطلبة الجامعات والثانوية العامة، وسط ظروف غير مواتية للتركيز أو التحصيل العلمي.

يقول محمد الشريف، مدير المبادرة، في حديث لشبكة "راية" الإعلامية: "الفكرة انطلقت من حاجة حقيقية لمساحة دراسية. كثير من الطلاب لم يتمكنوا من الدراسة في بيوتهم بسبب انعدام الكهرباء والإنترنت وغياب الهدوء. فكرنا: لماذا لا نوفر مساحة تلبي هذه الاحتياجات؟".

بدأ المشروع بإمكانات محدودة، إذ اعتمد القائمون عليه على جهود تطوعية ومساهمات فردية، لتأمين بطاريات كهرباء وشبكة إنترنت وتجهيز مساحة مريحة قدر الإمكان.

"لم يكن لدينا تمويل خارجي. أنجزنا كل شيء بأيدينا، وبمساعدة أشخاص آمنوا بأهمية الفكرة"، يضيف الشريف.

ويؤكد أن المسؤولية المجتمعية تشكل الركيزة الأساسية للمبادرة في ظل غياب الدعم الرسمي، متابعا: "لم أجد من يدعمني حين كنت بحاجة، لذلك قررت أن نساعد أنفسنا. التضامن المجتمعي يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا دون انتظار المساعدات من الخارج".

وتركّز المبادرة على استقطاب الطلبة في المراحل الدراسية العليا، وخاصة أولئك الذين يستعدون لامتحانات مصيرية، حيث يجدون في هذه المساحة مكانًا آمنًا وهادئًا يمكنهم فيه الدراسة والتعبير عن احتياجاتهم.

ويكمل الشريف: "الطلاب بحاجة لحاضنة ومكان يشعرون فيه بالأمان والتركيز. لمسنا فرقًا واضحًا على وجوههم منذ الأيام الأولى. كثير منهم قالوا إنها المرة الأولى منذ شهور التي يشعرون فيها أنهم في بيئة طبيعية، فيها إنارة وأمان".

ورغم عدم وجود أي دعم رسمي للمبادرة حتى اللحظة، إلا أن القائمين عليها يطمحون للتوسع وافتتاح فروع في مناطق أخرى، خاصة في ظل النزوح الواسع الذي فرضته الحرب، والذي حرم آلاف الطلاب من بيئاتهم التعليمية.

وقال: "نريد أن نصل لمناطق أخرى. الحرب شتّتت الطلاب، والكثير منهم يعيش في أماكن لا توفر أبسط مقومات الدراسة. من حق كل طالب أن يتعلم".

ويختم الشريف حديثه بالتأكيد على أن التعليم هو شكل من أشكال المقاومة، وأن طلاب غزة "ليسوا أرقامًا، بل طاقات تستحق الاحتضان والحماية".

"شعرت أنني عدت طالبًا من جديد"

من بين المستفيدين من هذه المساحة الدراسية، الطالب الحسن ريان، الذي يدرس هندسة الحاسوب، ووجد فيها متنفسًا حقيقيًا للعودة إلى التركيز والاستعداد للامتحانات، بعد شهور من الانقطاع والتشتت.

يقول الحسن لشبكة "راية" الإعلامية: "في البيت لم أكن أستطيع الدراسة. لا ضوء، ولا إنترنت، ولا بيئة مناسبة. عندما سمعت عن المبادرة، قررت أن أجرّب، ومن أول يوم شعرت أنني عدت طالبًا من جديد".

ويضيف أن المساحة الدراسية وفرّت له بيئة هادئة ومحفزة، وأنها ساعدته على إنجاز مهامه الدراسية التي تأخرت بسبب الحرب:

ويتابع: "الإنترنت مستقر، والأجواء مناسبة، وهذا كان فارقًا كبيرًا بالنسبة لي. بنصح كل الطلاب ييجوا. هنا الوضع مختلف عن الإحباط اللي بنعيشه يوميًا".

بهذه الجهود التطوعية، يسعى شباب غزة لتوفير مساحة صغيرة من الأمل وسط دمار الحرب، مؤمنين بأن دعم التعليم هو استثمار في المستقبل، وأن صوت الطالب لا يجب أن يغيب حتى في أحلك الظروف.

Loading...