خاص| سنجل تحت الحصار: استيطان ينهش الأرض وجيش الاحتلال يخنق البلدة
بين فكيّ كماشة، تعيش بلدة سنجل شمال رام الله واحدة من أقسى فصول الاستهداف الاستيطاني في الضفة الغربية، وسط هجمة منظمة يقودها المستوطنون بدعم مكشوف من جيش الاحتلال.
ومع توسع البؤر الاستيطانية وتجريف الأراضي ومصادرتها بحكم الأمر الواقع، باتت البلدة أشبه بسجن مغلق، يضيق على سكانها يومًا بعد آخر، بينما تغيب أي تدخلات فاعلة من المؤسسات الرسمية أو الدولية.
في حديث خاص لــ"رايــة"، قال الناشط في ملف الاستيطان من بلدة سنجل عايد غفري، إن البلدة تتعرض لهجمة استيطانية "مسعورة"، تحاصرها من ثلاث جهات، وتجعلها شبه مغلقة، وسط تنسيق واضح بين اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال.
وأوضح أن الجهة الشمالية من البلدة، والتي تُعتبر سلتها الغذائية، تتعرض لتجريف واستيطان دائم، حيث تُصنف هذه الأراضي ضمن مناطق "C"، ويجري زرعها بالبؤر الرعوية وتثبيت وجود استيطاني دائم فيها.
وأضاف: "الاحتلال لم يصدر قرارًا رسميًا بالمصادرة، لكن الواقع على الأرض يفرض المصادرة بالقوة".
وأشار غفري إلى أن 8000 دونم شمالي سنجل، تشكل 60% من مساحتها، أُعلنت مناطق عسكرية مغلقة منذ اليوم التالي للحرب على غزة، بينما المستوطنون يعملون على زراعتها بالعنب، وتركيب أعمدة كهرباء، وشق طرق استيطانية، دون أي رادع.
وقال: "تم وضع أربع بؤر استيطانية جديدة في منطقة رأس الدير والرفيد، بهدف ربط ثلاث مستوطنات كبرى وهي شيلو وعليه ومعاليه ليفونا، لتشكيل تواصل جغرافي استيطاني في المنطقة".
وأضاف أن المزارع الفلسطيني يشهد بعينيه ضياع أرضه، دون أن يملك أي قدرة على حماية حقه، مؤكدًا أن جنود الاحتلال يوفرون الحماية المطلقة للمستوطنين الذين يمارسون أعمالهم التخريبية.
وعن الاعتداءات على السكان، أشار غفري إلى أن المستوطنين يستهدفون نشطاء البلدة وكل من يحاول الدفاع عنها، موضحًا أن الشهيد الذي قُتل مؤخرًا على يد مستوطنين كان يحمل الجنسية الأميركية، وقد طالبت عائلته بفتح تحقيق، لكن ردود الفعل الأميركية جاءت "خجولة للغاية".
وقال: "الجيش الإسرائيلي لم يتدخل إلا بعد ساعات من وقوع الجريمة، ما أتاح للمستوطنين وقتًا كافيًا للاعتداء، وهذا يعكس التواطؤ الواضح".
وأكد غفري أن المستوطنين في الضفة الغربية اليوم "يمتلكون صلاحيات مطلقة"، حيث إن المعتدين معروفون بالأسماء، ومركباتهم مصورة، ومع ذلك لا يُلاحقهم أحد.
وأضاف: "نحن نعيش حالة من الترهيب المستمر، تهدف إلى قمع كل من يفكر في الدفاع عن أرضه. سنجل محاصرة ببوابة واحدة، واقتحامات ليلية متكررة، وانهيار الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالكامل".
.