خاص | مؤتمر دولي يدعو إلى استراتيجية إعلامية رقمية تخدم فلسطين بفاعلية

دعت د. ولاء بطاط، رئيسة المؤتمر العلمي الدولي "الإعلام والقضية الفلسطينية في ظل التحول الرقمي" المقرر عقده غدا الاثنين 14 يوليو 2025 في مدينة رام الله، إلى ضرورة تبني استراتيجية إعلامية جديدة، قادرة على إحداث تأثير تراكمي طويل الأمد يخدم القضية الفلسطينية، بعيداً عن الفردية وردات الفعل الآنية، مشددة على أهمية تكامل الجهود العلمية والسياسية والإعلامية والأكاديمية، في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ الفلسطيني.

وأكدت بطاط في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الحاجة اليوم لم تعد فقط إعلامية، بل باتت سياسية وبحثية ووطنية أيضاً، الأمر الذي يستوجب منا جميعاً التكاتف لبناء خطاب إعلامي موحد، عقلاني، ومؤثر، يُدار بأدوات رقمية حديثة ويُستثمر في طاقات الشباب والباحثين والمؤسسات، ليكون فاعلاً في تشكيل الوعي الجمعي المحلي والعالمي تجاه فلسطين.

وأضافت أن الإعلام الرقمي استطاع في السنوات الأخيرة أن يسد فجوات كبيرة تركتها القنوات التقليدية، مشيرة إلى أن الشباب الغزيين المؤثرين نجحوا في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد أهلهم وذويهم، ونقلها إلى العالم بوسائل إبداعية وقريبة من الواقع، ما أدى إلى نشر الرواية الفلسطينية على نطاق واسع، الأمر الذي لم تستطع المنصات التقليدية تحقيقه بذات المستوى والسرعة والتأثير.

كما سلطت بطاط؛ الضوء على أهمية التوثيق الرقمي كأداة نضالية وكشفية، داعية إلى الوقوف بجدية عند سؤال مهم ومركزي: “كيف نتعامل مع الآخر ومع بعضنا البعض فكرياً وأيديولوجياً؟”، مشددة على ضرورة تجاوز الانقسامات، والعمل ضمن خطاب وطني جامع يخدم فلسطين دون تحيزات داخلية أو استقطابات فكرية، لأن المعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعارك الميدانية.

وأوضحت أن الإعلام الفلسطيني، وخاصة في الفضاء الرقمي، يجب أن يضع نصب عينيه الحضور الفلسطيني في المحافل الدولية، ليس فقط من باب التمثيل، وإنما من باب التأثير، عبر لجان علمية ومؤسسات مهنية قادرة على تقديم محتوى موثق وموثوق، يخاطب العقل العالمي بلغته ومفاهيمه، دون أن يتخلى عن الثوابت الوطنية.

واختتمت بطاط حديثها بالتأكيد على أن الإعلام الرقمي لم يعد مجرد وسيلة لنقل الحدث، بل أصبح أداة مقاومة استراتيجية، وصوتاً يحمل الحقيقة الفلسطينية إلى كل من يحاول إنكارها أو تزييفها، داعية إلى توحيد الجهود وبناء بيئة إعلامية واعية ومسؤولة، يكون فيها الإعلام جزءً من مشروع وطني شامل، لا مجرد ردة فعل ظرفية.