شركة جت الأردنية تكشف لراية أسباب الزحام على الجسر وتُقرّ إجراءات جديدة لضبط السفر

في ظل تزايد شكاوى المسافرين الفلسطينيين بشأن الفوضى في منصة الحجز الإلكترونية لعبور جسر الملك حسين، وارتفاع أسعار التذاكر، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "جت" الأردنية للنقل، الدكتور خالد اللحام، أن الإجراءات الأخيرة تهدف إلى تنظيم العملية وضبط الفوضى، مشدداً على أن المنصة الإلكترونية أصبحت إلزامية، ولن يُسمح لأي مسافر بدخول الجسر دون حجز مسبق.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح اللحام تفاصيل الإجراءات الجديدة، وأسباب ارتفاع أسعار التذاكر، وردّ على الانتقادات الموجهة للشركة.

وقال اللحام، إن الشركة لم تتلقَّ أي شكوى مباشرة من مواطن اشترى تذكرة بسعر مرتفع خارج الجسر، لكنه أشار إلى أن وزير الداخلية الأردني تلقى بالفعل شكاوى وملاحظات من المسافرين، وتواصل مع نظيره الفلسطيني لحل المشكلة بشكل عاجل.

وأضاف أن وزير الداخلية الأردني عقد اجتماعاً طارئاً على الجسر أمس، بحضور كافة الأجهزة الأمنية، وتم التأكيد على أنه اعتبارًا من اليوم لن يُسمح لأي مسافر بالعبور ما لم تكن التذكرة التي يحملها مطابقة تمامًا لاسم ورقم جواز السفر، داعيًا الجميع إلى عدم شراء تذاكر من خارج المنصة الرسمية.

وأشار إلى أن هذا الإجراء كان قائمًا بشكل مرن في البداية للتسهيل، "لكن بعد أن ظهرت الممارسات غير النظامية، تقرر منع أي تذكرة غير رسمية"، مضيفًا: "الوجود الأمني على الجسر جرى تعزيزه بتوجيهات من وزير الداخلية لضبط أي تجاوزات".

وبشأن ازدحام الجسر، أوضح اللحام أن عدد المسافرين يوميًا يتراوح بين 2500 إلى 3000، وهو نفس العدد الذي كان قبل إطلاق المنصة، لكن الفارق أن السفر أصبح منظماً بمواعيد دقيقة، لافتًا إلى أن الازدحام سابقًا كان بسبب حضور أعداد كبيرة بدون مواعيد مؤكدة.

وقال: "المشكلة أن البعض يذهب للجسر الساعة الخامسة صباحًا رغم أن موعد سفره الـ11. وهذا لا يحدث في المطار مثلًا. الجسر الآن يُعامل تمامًا كما يُعامل المطار".

وفي رده على مطالبات بزيادة أعداد المسافرين في الصيف، أكد اللحام أن الشركة على جاهزية تامة، مشيرًا إلى أنه "في مواسم الحج نقلنا 19 ألف مسافر في ليلة واحدة"، مبينًا أن المشكلة تتعلق بساعات عمل الجسر، والتي تتطلب تنسيقًا بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

وتابع: "إذا حصلنا على موافقة بزيادة ساعات العمل، فنحن مستعدون لتأمين العدد المطلوب فورًا، وهناك خمس أضعاف عدد الحافلات جاهزة على الجسر".

وردًا على سؤال حول سبب قيام شركة خاصة بإدارة نظام الحجز، قال اللحام: "هذا ليس عمل الدولة. نحن لا نؤمن خدمات أمنية ولا بروتوكولات المعبر. نحن فقط نوفر وسيلة حجز إلكترونية كما هو الحال في أي قطاع خاص. الدولة مسؤولة عن الحدود ونحن عن النقل".

وعن قضية الأسعار ورفعها باستمرار، قال اللحام: "لم نرفع الأسعار سوى مرة واحدة منذ ثلاث سنوات، بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية"، معتبرًا أن الأسعار مقارنة بالدول المجاورة "منخفضة جداً".

كما برّر اللحام استمرار الأسعار المرتفعة بعد جائحة كورونا بأن "الظروف التشغيلية اختلفت، وكل قرار اتُخذ في وقته له مبرراته".

وأكد في نهاية حديثه أن المنصة الإلكترونية أصبحت إلزامية ولا يمكن دخول الجسر دون حجز مسبق: "الجسر أصبح معبرًا حدوديًا يُعامل كالمطار. من لا يملك حجزًا مؤكدًا لن يُسمح له بالعبور".