طبيب يتحدث لراية
ليس للتجميل فقط.. البوتوكس يعالج الشقيقة والتعرق وأمراض عديدة
خاص - راية
قال الدكتور محمود مخلوف، المختص في البوتوكس العلاجي، إن هذا العلاج الطبي الذي شاع استخدامه في التجميل، له أبعاد علاجية واسعة ومثبتة علمياً، قادرة على تحسين جودة حياة العديد من المرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، مثل الصداع النصفي وفرط التعرق وصرير الأسنان وتشنجات العضلات.
وفي حديثه لإذاعة "راية"، أوضح مخلوف أن البوتوكس العلاجي يختلف كلياً عن البوتوكس التجميلي من حيث آلية الحقن، والكمية، والمناطق المستهدفة، مؤكداً أنه "دواء طبي مستخلص من بكتيريا تُسبب ارتخاءً في العضلات، ويُستخدم منذ أكثر من قرن في علاج حالات متعددة قبل اكتشاف أثره التجميلي بالمصادفة".
وأشار إلى أن استخدامات البوتوكس العلاجية تشمل: (علاج فرط التعرق في اليدين وتحت الإبط، الصداع النصفي المزمن (الشقيقة)، تشنجات الرقبة والكتف، صرير الأسنان أثناء النوم، الضحكة اللثوية، تيبّس العضلات الناتج عن الشلل الدماغي أو الجلطات الدماغية، مشاكل المثانة العصبية).
وأكد مخلوف أن هذه الاستخدامات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، مشيرًا إلى أن البوتوكس مرخّص لعلاج الصداع النصفي منذ عام 2010، وفرط التعرق منذ 2004.
وشدد على أهمية التشخيص الدقيق للحالة المرضية قبل اللجوء إلى البوتوكس، حيث يتطلب الأمر فحصًا سريريًا دقيقًا، وأخذ تاريخ طبي شامل لاستبعاد الأسباب الأخرى، مثل مشكلات الغدة الدرقية أو أنواع معينة من السرطان، والتي قد تسبب أعراضاً مشابهة.
وعن مدة فاعلية العلاج، أوضح الدكتور مخلوف أن البوتوكس يمكن أن يستمر مفعوله من 6 إلى 10 أشهر في بعض الحالات، وقد أظهرت الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن شهدوا تحسناً ملحوظاً بعد جلستين من العلاج.
ولفت إلى ضرورة تلقي العلاج تحت إشراف طبي متخصص، محذرًا من اللجوء إلى مراكز غير مؤهلة، ومشددًا على أهمية جلسات الاستشارة السابقة للحقن لتجنب الآثار الجانبية مثل الضعف المؤقت في عضلات اليدين.
وفي ختام اللقاء، دعا الدكتور محمود مخلوف كل من يعاني من الحالات الصحية التي يمكن أن يعالجها البوتوكس، إلى استشارة طبيبه المختص وعدم التردد في البحث والاستفسار، مؤكدًا أن "جلسة علاج واحدة لا تتجاوز ربع ساعة قد تغيّر حياة المريض نحو الأفضل لعدة شهور".