خاص| نقل إدارة الحرم الإبراهيمي لمجلس استيطاني.. ما الذي يعنيه هذا للفلسطينيين؟
أكد مدير الحرم الإبراهيمي، معتز أبو سنينة، رفض بلدية الخليل القاطع لما تم تداوله عبر وسائل إعلام عبرية بشأن سحب صلاحياتها المتعلقة بالحرم الإبراهيمي الشريف، واعتبر هذه التحركات تمهيدًا لفرض سيطرة إسرائيلية شاملة، كما جرى عقب مجزرة عام 1994.
وأوضح أبو سنينة في حديث خاص لـ"رايــة" أن الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق الحرم، ويحاول جس نبض الفلسطينيين بقرارات أحادية، مشددًا على أن الحرم سيبقى خالصًا للمسلمين، وأن العمل فيه مستمر كالمعتاد رغم التهديدات.
وقال أبو سنينة إن بلدية الخليل تستنكر ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن سحب صلاحيات البلدية في إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف.
وأضاف أن الحرم هو "عنوان مدينة الخليل وقلبها النابض"، وهو مقام نبي الله إبراهيم عليه السلام، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول منذ زمن فرض سيطرة كاملة عليه، خاصة بعد 7 أكتوبر، من خلال تنفيذ حفريات، وتمديد شبكات الكهرباء، والاعتداء على شبكة المياه.
وأوضح أن تقديم الخدمات في الحرم من صلاحيات بلدية الخليل، أما السيادة الدينية فهي لوزارة الأوقاف الفلسطينية، وأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية.
وتابع أبو سنينة: "لم نبلغ رسميًا بأي قرار يتعلق بسحب الصلاحيات، وما جرى تداوله هو فقط عبر الإعلام الإسرائيلي في محاولة لخلق بلبلة وجس نبض الشارع"، مؤكدًا أنه "لا يوجد شيء مستغرب من الاحتلال الذي يواصل مخططاته تجاه الحرم".
وأشار إلى أن نقل صلاحيات إدارة الحرم إلى مجلس ديني استيطاني يعني عمليًا إقصاء الجهات الفلسطينية من كل ما يتعلق بالخدمات الأساسية في الحرم من كهرباء ومياه وترميم، وهو مخالف حتى لتوصيات لجنة شمغار التي أُقرت بشكل أحادي بعد مجزرة عام 1994.
وقال أبو سنينة إن الاحتلال لم يكتف بسلب 63% من مساحة الحرم وتجزئته زمانيًا ومكانيًا، بل يسعى اليوم لفرض واقع جديد تمامًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يخترق حتى القوانين التي وضعها بنفسه، والتي لا تعترف بها الجهات الفلسطينية أصلًا.
وردًا على سؤال حول إمكانية منع الصلاة للمسلمين في الحرم، قال أبو سنينة: "حتى الآن لم نواجه أي منع، ونعمل كالمعتاد كإدارة وموظفين وحراس، لكن الاحتلال يواصل تقييد دخول المصلين وتضييق عمل الطواقم، كما يُغلق أبوابًا وغرفًا خاصة بإدارة الحرم".
وأوضح أن "الاحتلال يحاول الترويج لمزاعم عبر الإعلام، لكنه لم ينفذ فعليًا أي قرار بطرد الفلسطينيين أو نقل الصلاحيات بشكل رسمي".
وختم مدير الحرم بالقول: "نحن نمارس عملنا كالمعتاد، وسنبقى ثابتين رغم كل محاولات الاحتلال. الحرم الإبراهيمي الشريف مدرج على قائمة التراث الحضاري، وهو مكان ديني وتاريخي لا يحق لأي جهة المساس به، وهو معترف به من قبل المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو".
