خاص| الشباب الفلسطيني في طليعة الاستجابة الإنسانية: تجارب ملهمة وسط الحرب والحصار
خاص - راية
أكدت ريهام الجعفري، مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة "أكشن إيد - فلسطين"، أن الشباب الفلسطيني لعب دورًا محوريًا في قيادة الاستجابة الإنسانية في ظل ظروف الحرب، والحصار، والاستيطان، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، رغم التحديات الميدانية والانقطاع المتكرر للدعم الدولي والمحلي.
وفي حديثها عبر "راية"، أوضحت الجعفري أن التجربة أظهرت نضجًا ملحوظًا لدى الشباب في التعامل مع الأزمات، حيث برزوا كمبادرين في تحديد الاحتياجات وتنفيذ التدخلات، بل وقيادة الاستجابة في بعض المناطق، دون انتظار المؤسسات الرسمية أو الدعم التقليدي.
وأضافت: "هؤلاء الشباب ألهموا المؤسسات الكبرى وصناع القرار لتطوير نماذج جديدة للاستجابة الإنسانية، تستند إلى المبادرة المجتمعية والتمكين الحقيقي".
وتحدثت الجعفري عن الأثر الملموس لتوفير مساحة للشباب في صنع القرار، مشيرة إلى أن هذه الفرص ساهمت في تطوير مهارات قيادية، رقمية، واتصالية، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي والقدرة على جمع الموارد بوسائل غير تقليدية.
وقالت: "في غزة والضفة على حد سواء، استطاع الشباب بناء شبكات دعم واستجابة سريعة، وتنفيذ حملات مناصرة وتوثيق للانتهاكات، ونقل الرسالة الفلسطينية إلى العالم".
وأشارت إلى أن "أكشن إيد" وضعت الشباب والنساء في قلب العمل الإنساني، من خلال دعمهم وتوفير المساحات التي تمكنهم من قيادة التدخلات، مؤكدة أن التجارب الملهمة التي ظهرت حتى قبل العدوان الأخير على غزة – كأزمة كورونا أو تصاعد الاعتقالات في الضفة – تُثبت قدرة الشباب الفلسطيني على التكيف والمواجهة.
ورغم هذا الحضور اللافت، شددت الجعفري على الحاجة لتعزيز الدعم الممنهج والمستدام لهؤلاء الشباب.
ولفتت إلى أن الكثير من المبادرات افتقرت إلى التغطية والدعم المؤسسي اللازم.
وقالت: "اليد الواحدة لا تصفق، ولا يمكن أن تعمل مؤسسة أو مجموعة شبابية بمعزل عن بقية المكونات، لذا لا بد من تعزيز التشبيك والتكامل بين المؤسسات المحلية والدولية والشبابية".
ودعت إلى ضرورة إشراك الشباب في جميع مراحل التخطيط للاستجابة، وليس فقط في التنفيذ أو التوزيع الميداني، مؤكدة أن هذا يضعهم على طريق المساهمة في خطط التعافي وإعادة الإعمار لاحقًا، كما يعزز من جاهزيتهم لأية طوارئ مستقبلية.
واختتمت الجعفري بالتأكيد على أن تمكين الشباب لا يجب أن يُختزل في أوقات الأزمات فقط، بل لا بد من دعمهم خلال مراحل "الهدوء" أيضًا، ليكونوا شركاء في بناء مجتمعاتهم، قائلة: "الشباب الفلسطيني أثبت عبر كل محطات التاريخ دوره في تعزيز الصمود، وقدرته على تقديم أفكار خلاقة ومبادرات رائدة، لذلك يجب أن يكونوا جزءًا من مراكز صنع القرار، اليوم وفي المستقبل".
