خاص | المنظمات الأهلية تحذّر: الأطفال والحوامل على شفير الموت جوعا

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المشدد على قطاع غزة، تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية، وسط فشل المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات عملية لوقف المجازر بحق المدنيين وضمان دخول المساعدات.

وكشف مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، عن واقع مرير يعيشه سكان القطاع، حيث يعاني نحو 900 ألف طفل من درجات متفاوتة من سوء التغذية، من بينهم 70 ألفاً في حالات متقدمة، وأكثر من 3700 طفل معرضون للموت الفوري بسبب الجوع. وأشار الشوا إلى أن 55 ألف امرأة حامل تعيش أوضاعاً صحية خطيرة، من بينهن 11 ألفاً في حالة حرجة تهدد حياة الأجنة.

وأكد الشوا في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن "كل سكان غزة جائعون بلا استثناء"، مشدداً على نفاد كافة المواد الغذائية من الأسواق ومنظمات الإغاثة، بما في ذلك الخبز، الأرز، والحليب. وأوضح أن السكان باتوا يلجؤون إلى شرب الماء والملح فقط لتجنب تعفن الجهاز الهضمي، في ظل غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وأضاف أن معدل حصول الفرد على المياه اليومية لا يتجاوز 3 إلى 5 لترات، وهو ما وصفه بـ"العطش الجماعي"، لا سيما في ظل النزوح القسري الذي طال 94% من سكان القطاع، والازدحام في مناطق لا تتعدى 11% من مساحة غزة.

وقال الشوا إن الشبكة، بالتعاون مع المنظمات الأهلية المحلية والدولية، تواصل تقديم الخدمات المحدودة مثل تكيات الطعام، نقاط طبية متنقلة، برامج دعم نفسي، ومراكز تغذية للأطفال. لكنها "تصطدم بإعاقة متعمدة من الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف منظومة العمل الإنساني بشكل مباشر".

وأوضح أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات، ويعمد إلى ترويج كيان غير شرعي يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي وصفها بأنها "أداة لخدمة الأجندة الإسرائيلية تهدف لتصفية وكالة الأونروا ومنظومة الإغاثة الشرعية، وتمهد لتهجير جماعي عبر إقامة ما يسمى بمدينة إنسانية في رفح".

وعن الخطوات القانونية والسياسية، أشار الشوا إلى جهود متواصلة لمساءلة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، بالتنسيق مع دول كجنوب إفريقيا، ومؤسسات حقوقية، بهدف توثيق استخدام الجوع كأداة حرب، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين كمجرمي حرب.

وختم الشوا رسالته إلى العالم قائلاً: "شعب غزة لا يحتاج بيانات تنديد، بل يحتاج تحركاً فورياً لوقف العدوان، كسر الحصار، إدخال المساعدات، ومحاسبة من يرتكب الجرائم بحقه. الجوع هنا ليس حالة طارئة، بل جريمة ممنهجة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم".