خاص| 101 وفاة بغزة بسبب الجوع والصحة تُحذر من "مرحلة الموت الجماعي"

خاص - راية

حذّر مدير مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة بقطاع غزة، زاهر الوحيدي، من كارثة إنسانية متفاقمة في ظل الحصار الإسرائيلي، مشيرًا إلى تزايد أعداد ضحايا المجاعة بشكل يومي، وانهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، وسط تحذيرات رسمية من دخول القطاع في المرحلة الخامسة والأخطر من المجاعة.

وفي حديث خاص لإذاعة "راية"، قال الوحيدي: "نحن نمر بمجاعة غير مسبوقة تضرب جميع مكونات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. الحصار المطبق، وإغلاق المعابر، ومنع دخول الطعام والدواء، يهدد حياة مئات الآلاف".

وأكد الوحيدي تسجيل 15 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط بسبب المجاعة، بينهم أربعة أطفال، ليرتفع عدد الضحايا منذ بداية العام إلى 101 وفاة، بينهم 80 طفلًا، محذرًا من أن "الأرقام مرشحة للارتفاع السريع في ظل غياب التدخل الدولي العاجل".

وأشار إلى أن المستشفيات تستقبل يوميًا مئات الحالات التي تعاني من الهزال والإعياء الشديد وسوء التغذية الحاد، في حين تعاني الطواقم الطبية نفسها من الجوع والإرهاق، حيث تم إيقاف الوجبات عن الكوادر الصحية والمرضى على حد سواء.

وأضاف: "أطباؤنا يعملون لساعات طويلة دون طعام، بعضهم فقد وعيه خلال المناوبات، واضطر لتلقي السوائل الوريدية ليستطيع مواصلة العمل".

إغلاق مراكز صحية وتعطّل غسيل الكلى

بسبب نقص الوقود والمستهلكات الطبية، أعلنت وزارة الصحة إغلاق عدد من المراكز الصحية، من بينها مركز غسيل الكلى في مستشفى الشفاء، ما يُهدد حياة أكثر من 100 مريض.

وقال الوحيدي: "هذا الانهيار الصحي يُضاف إلى المجاعة ويهدد حياة آلاف المرضى، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة".

مأساة الحوامل والمواليد الجدد

وسلّط الوحيدي الضوء على أوضاع النساء الحوامل والمرضعات، وهي من أكثر الفئات هشاشة في ظل الأزمة. منذ مطلع 2025، تم تسجيل أكثر من 17,000 حالة ولادة، منها 2600 حالة ولادة مبكرة، و160 حالة تشوه خلقي، و180 وفاة داخل الرحم، إضافة إلى 2800 حالة إجهاض.

المجاعة في مرحلتها الخامسة: خطر الموت الجماعي

أوضح الوحيدي أن القطاع يقترب بسرعة من المرحلة الخامسة من المجاعة، وهي أعلى مراحل التصنيف الأممي، وتعني فقدان شخصين من كل 10 آلاف مواطن يوميًا، إضافة إلى معاناة 20-30% من السكان من سوء تغذية متوسطة إلى حادة.

وبحسب الوحيدي، "إذا لم يتم فتح المعابر فورًا، سنتحدث عن عشرات بل مئات الوفيات يوميًا".

تفشي أوبئة وأمراض خطيرة

بفعل المياه الملوثة والطعام الفاسد، كشف الوحيدي عن تفشي الحمى الشوكية، وتسجيل أكثر من 600 حالة منذ بداية العام.

كما تم رصد 47 حالة من متلازمة "غيلان باريه" العصبية النادرة، والتي قد تؤدي إلى الشلل والوفاة.

وفي ختام حديثه، وجه الوحيدي نداءً عاجلًا إلى العالم: "نطالب بفتح المعابر فورًا لإدخال الغذاء والماء والدواء والمعدات الطبية، وللسماح بخروج المرضى للعلاج. لدينا أكثر من 16 ألف مريض بانتظار تحويلات، وقد فقدنا بالفعل 606 مرضى ماتوا وهم بانتظار السفر".

وأكد الوحيدي أن استمرار الحصار والمجاعة في غزة يمثل "جريمة إبادة جماعية"، داعيًا الشعوب الحرة والمنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من أرواح.