خاص | تقدم في مفاوضات غزة: وقف مؤقت أم تمهيد لمرحلة أكثر دموية؟
في ظل تسارع التطورات السياسية والعسكرية المتعلقة بقطاع غزة، حذر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية من القاهرة، من أن الهدنة المرتقبة في غزة التي يتم الحديث عنها حاليًا، والتي قد تمتد لـ60 يومًا، لن تكون سوى فاصل مؤقت قبل عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية بوتيرة أشد.
وأشار الرقب في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس وصلت إلى مراحل "ناضجة"، وكان من المتوقع الإعلان عن الهدنة خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وهو ما يؤكد حصوله على ضوء أخضر أمريكي للمضي قدمًا بخطط ميدانية في غزة بعد الهدنة.
معسكرات "إنسانية" بحجم اعتقال جماعي
وبحسب الرقب، فإن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإنشاء ما يسمى بـ"مدينة إنسانية"، وهي في الحقيقة معسكر اعتقال كبير في شمال وجنوب القطاع، يتم دفع السكان الفلسطينيين إليه طوعًا مقابل الحصول على الغذاء والماء، في حين يُغلق أي خيار آخر سوى الخروج من فلسطين.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يسعى بعد هذه الهدنة إلى تنفيذ خطط تتضمن تكتلات عسكرية داخل القطاع بنمط "الجبنة الفرنسية"، ما يعني السيطرة على مناطق متفرقة بطريقة تجعل المقاومة في مرمى نيرانه الدائمة، وهو ما يُعد مغامرة ميدانية قد تكبد الاحتلال خسائر جسيمة.
وعود أمريكية مطاطية... والمخاوف قائمة
وقال الرقب إن هناك أحاديث عن تعهدات أمريكية غامضة باستمرار المفاوضات بعد فترة الهدنة، لكنه شدد على أن "الصيغة المطروحة مطاطية ولا تلزم الاحتلال بشيء"، لافتًا إلى أن التجارب السابقة تؤكد عدم التزام الاحتلال أو واشنطن بأي وعود، كما حدث بعد هدنة مارس، التي انتهت بعودة الحرب في 18 من الشهر ذاته.
لا رؤية حقيقية لوقف الحرب
وشدد الرقب على أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية غير جاهزة لوقف الحرب، سواء في غزة أو الضفة الغربية"، متوقعًا أن تكون الهدنة المؤقتة مقدمة لمرحلة جديدة من التصعيد.
التجويع والقتل مستمران
وفي ختام حديثه، عبّر الرقب عن مخاوفه من استمرار سياسة التجويع الجماعي في غزة، التي وصفها بأنها "مرعبة"، داعيًا إلى ضرورة وقف عمليات القتل والتجويع الفوري، بغض النظر عن المفاوضات السياسية الجارية.
