تأثير مدمر على الإنسان
طبيبة نفسية لراية: آثار الحرب النفسية للتجويع ستستمر لأجيال
أكدت الدكتورة ريم أبو حويج، المحاضرة في جامعة دار الكلمة والمتخصصة في الخدمات النفسية بمستشفى المطلع، أن ما يحدث في غزة من سياسة "التجويع الممنهج" هو جريمة تتجاوز الوصف، وتفوق ما وثقته الدراسات النفسية عبر التاريخ الحديث، حتى في أقسى تجارب الحروب والاعتقال.
وفي مقابلة مؤلمة عبر شبكة رايـــة الإعلامية، شددت أبو حويج على أن التجويع ليس فقط حرماناً من الطعام، بل هو هجوم نفسي مباشر على البنية الأخلاقية والعلاقات الإنسانية، مشيرة إلى أن العالم يلتزم الصمت بينما تُرتكب جريمة إبادة بطيئة بحق أكثر من مليوني إنسان.
وأشارت إلى أن "التجويع كسلاح" يهدف إلى تحويل الإنسان إلى كائن غرائزي فاقد لهويته وكرامته، حيث يصبح التفكير محصوراً فقط في الطعام، ما يؤدي إلى تفكك العلاقات الأسرية وفقدان القدرة على التفكير المجرد أو المقاومة، وهو ما وثقته دراسة وحيدة في أربعينيات القرن الماضي وبيّنت أن التعافي النفسي من التجويع يستغرق سنوات طويلة.
ولفتت أبو حويج إلى مفارقة مؤلمة، وهي أن أغلب ما تم توثيقه علمياً عن آثار التجويع المتعمد جاء من معاناة اليهود في معتقلات ألمانيا النازية، بينما أحفادهم اليوم يمارسون ذات السياسة على الفلسطينيين في غزة.
وأكدت أن "ما يجري في غزة اليوم يذكّر العالم بإنسانيتنا"، لكن في الوقت ذاته، "هو اختبار صارخ لقدرة الإنسان على التمسك بالكرامة تحت أشد ظروف الإذلال."
وختمت أبو حويج حديثها بتحذير مؤلم: "حتى لو توقفت الحرب اليوم، فإن ضحاياها النفسيين سيستمرون لأجيال قادمة."