دراسة جديدة لمركز حملة: "حرب وظلال رقميّة"... الفلسطينيّات في مرمى العنف الجندري الرقمي خلال الحرب
سلّطت دراسة جديدة صادرة عن مركز حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي الضوء على أحد أخطر أوجه الحرب الرقمية الموازية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات في ظل العدوان المستمر، تحت عنوان: "حرب وظلال رقميّة: الفلسطينيّات بين مُصادرة الصوت وانكشاف الجسد في الفضاء الرقمي".
وفي حديث لإذاعة "راية"، أوضحت أفنان كناعنة، طالبة ماجستير في دراسات الإعلام والاتصال، أن الدراسة تكشف عن تصاعد خطير في مظاهر العنف الجندري الرقمي ضد النساء الفلسطينيات، خاصة في ظل الحرب الشرسة التي طالت كل مناحي الحياة، بما فيها الفضاء الرقمي.
وقالت كناعنة: "العنف الجندري الرقمي هو شكل من أشكال الاعتداءات التي تُمارس على النساء عبر الإنترنت ووسائل التواصل، ويتخذ أشكالًا متعددة كالتشهير، والابتزاز، والملاحقة الرقمية، مستهدفًا خصوصيتهن وجسدهن، وغالبًا ما يحدث من قبل غرباء، مستغلين ضعف السياق الأمني والاجتماعي الذي تفرضه الحرب".
وأشارت إلى أن الحرب الأخيرة وفّرت بيئة خصبة لفئات تستغل فوضى الحرب واحتياجات النساء لتقترف بحقهن انتهاكات رقمية وجسدية، منها الترويج لإعلانات توظيف وهمية، أو استغلال النازحات والضعيفات مقابل الطعام والعلاج، مؤكدة أن العنف لم يعد مقتصرًا على الاحتلال، بل تعداه إلى استغلال داخلي عبر أدوات رقمية خطيرة.
وأكدت كناعنة أن الدراسة رصدت حالات واقعية جرى فيها ابتزاز النساء بصور مفبركة أو خاصة، وطلب المال منهن، خاصة في ظل التدهور الاقتصادي الذي فاقم ضعف النساء داخل المجتمع الفلسطيني، لا سيما في غزة والضفة والقدس.
وقدّمت الدراسة توصيات عملية لمواجهة هذه الظاهرة، منها:
التعاون مع وحدة الجرائم الإلكترونية في السلطة الفلسطينية.
تطوير أدوات تقنية وخوارزميات في التعاون مع شركات التكنولوجيا لرصد الاعتداءات وتقييد المعتدين.
تعزيز الشراكة مع المؤسسات النسوية وحقوق الإنسان محليًا ودوليًا.
ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة، كما قالت كناعنة، أن أعلى نسب الرضا لدى النساء المعتدى عليهن كانت في الحالات التي تلقت فيها دعمًا مباشرًا من العائلة، ما يعكس أهمية احتضان الأسرة للناجيات بدل لومهن أو معاقبتهن.
وفي رسالتها للفتيات والنساء الفلسطينيات، شددت كناعنة على أهمية الحذر عند استخدام الفضاء الرقمي، وعدم مشاركة أي مواد حساسة، واللجوء إلى منصات آمنة مثل منصة "حر" التابعة لمركز حملة، للتبليغ عن أي انتهاك إلكتروني بطريقة سرّية وآمنة.
وختمت حديثها بشكر مركز حملة على جهوده المتواصلة، مؤكدة أن الدراسة تسعى لتوفير فهم أعمق للواقع الرقمي الذي تواجهه النساء الفلسطينيات، والدفع نحو سياسات حماية حقيقية وشاملة في ظل واقع سياسي واجتماعي معقّد.