خاص| شحنات طبية محدودة تدخل غزة.. والعجز الصحي يتجاوز 100% في بعض التخصصات
في وقتٍ يشهد فيه القطاع الصحي في غزة انهيارًا غير مسبوق، أعلنت وزارة الصحة عن دخول شحنة مساعدات طبية جديدة اليوم، وسط تأكيدات بأن ما يصل للمنظومة الصحية لا يكفي حتى لتغطية الاحتياجات اليومية، في ظل نقص حاد تجاوز 100% في بعض المستلزمات.
من المتوقع أن تدخل اليوم إلى قطاع غزة خمس شاحنات تحمل مستهلكات طبية وتطعيمات خاصة بالأطفال، في وقت بلغ فيه العجز الدوائي لدى وزارة الصحة نحو 47%، فيما وصل العجز في المستهلكات الطبية إلى 65%.
وأوضح مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة زاهر الوحيدي، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن هذه النسب تختلف من خدمة إلى أخرى، مشيرًا إلى أنّ الفئات الأكثر هشاشة، كمرضى الأمراض المزمنة، ارتفع لديهم العجز الدوائي من 47 إلى 53%.
وأضاف الوحيدي: "العجز في مستهلكات العظام وصل إلى 87%، أما مستهلكات جراحة القلب والقسطرة القلبية فتعاني من عجز بنسبة 100% منذ عدة أشهر، ما يعني أن رصيدها صفر تمامًا".
وأكد أن ما سيدخل اليوم عبارة عن مستهلكات فقط، دون أدوية، قائلاً: "هذه الشحنة نقطة في بحر، واحتياجات المرضى تفوق بكثير ما يُدخل من مساعدات".
وحول تأثير هذا العجز على عمل الطواقم الطبية، قال الوحيدي: "المنظومة الصحية بالكاد تقدم الخدمات الأساسية، وتتعامل مع ضغط كبير نتيجة الأعداد الضخمة من الإصابات اليومية، في ظل نقص حاد في المعدات الطبية والأجهزة والوقود".
وبيّن أن عددًا كبيرًا من الأجهزة الطبية تدمر بسبب الاستهداف الإسرائيلي، إلى جانب شحّ الإمدادات منذ استئناف العمليات الحربية في 18 مارس/آذار الماضي، ما فاقم من أزمة القطاع الصحي.
وأشار إلى أن ما يصل من وقود يكفي لتشغيل المستشفيات ليوم أو يومين فقط، مضيفًا: "نعيش على النداءات اليومية لتوفير الوقود. الاحتلال يُبقي المنظومة الصحية على حافة الانهيار دون أن يسمح بانهيارها الكامل، وهذا توصيف دقيق للوضع".
قال الوحيدي إن الطواقم الطبية ما زالت على رأس عملها، وتُجري العمليات الإسعافية والطارئة، إلا أن آلاف الجرحى بحاجة إلى عمليات نوعية وتخصصية، فضلًا عن الإجلاء لتلقي العلاج في الخارج.
وأوضح أن "أكثر من 15,000 مريض سجلوا للعلاج خارج غزة، بينما توفي أكثر من 560 منهم أثناء انتظارهم الحصول على تحويلة".
وفيما يتعلق بانتشار الحمى الشوكية، أكد الوحيدي أن "الوباء للأسف بدأ ينتشر بشكل أوسع، إذ سُجلت أكثر من 900 إصابة منذ بداية العام، بينها 300 إصابة في يونيو فقط".
وأضاف: "هذا الانتشار مرتبط مباشرةً بتدهور الظروف المعيشية، وانعدام النظافة، وتلوث المياه، والازدحام في أماكن الإيواء".