الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:16 AM
الظهر 12:46 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:46 PM
العشاء 9:14 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في غزة... كل يوم نجاة هو ميلاد من تحت الركام

فرحة أطفال غزة رغم الحرب
فرحة أطفال غزة رغم الحرب

غزة - رغد إيهاب الغصين 

في غزة، حيث الحياة لم تعد تشبه الحياة، يغدو مرور يوم دون فقدان أو إصابة بمثابة ولادة جديدة.

في مدينة تعيش تحت القصف والحصار، أصبح النجاة حدثًا استثنائيًا، و"عيد الميلاد" لم يعد مجرد مناسبة سنوية بل رمزًا للصمود والبقاء وتكرار المعجزة اليومية: البقاء على قيد الحياة.

قد يبدو الحديث عن "عيد ميلاد" في غزة غريبًا ومتناقضًا في ظل رائحة الدم والركام، لكنه واقع يعيشه سكان المدينة، الذين يصرّون على اقتناص لحظة فرح وسط الألم.

فبينما تتحوّل المدينة إلى ساحة جنازات مؤجلة، تظل الروح الغزية تقاوم، تبحث عن بصيص أمل، ولو في شمعة قديمة أو قطعة حلوى وُجدت صدفة وسط الحصار.

تقول أم كريم عاشور (40 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال بينما تتفقد أنقاض بيتها المهدم: "نحن شعب يحب الحياة... لكن لا يُسمح لنا أن نفرح. حتى الفرح البسيط لأولادنا محرّم علينا. يوم يمرّ دون أن يُصاب فيه أطفالي أو يُضاف اسمهم لقائمة الشهداء، هو يوم أقدّسه".

في غزة، الميلاد ليس احتفالًا تقليديًا. إنه لحظة تتحدى الموت، وصرخة تقول: "ما زلنا هنا".

ففي خيمة لا تقي من حرّ الصيف أو برد الشتاء أو رصاصة طائشة، جلست "فرح" تحتضن طفلتها التي أتمّت عامها الأول في الحرب، تغني لها بصوت خافت: "سنة حلوة يا جميل... سنة صامدة يا صغيرتي"، متمنية لها حياة تستحق أن تُعاش، حياة لا تختصرها مفردات النزوح والخوف.

وراء كل باب غزي، هناك قصة ميلاد نجت من الردم، وشمعة أُشعلت في خيمة بدلًا من بيت.

في غزة، الأعياد لا تأتي محمولة على التقويم، بل على لحظات النجاة: حين لا يقع صاروخ على المنزل، حين تجد العائلة طعامًا يكفي وجبة واحدة، حين تنجو أم من تحت الأنقاض... هذا هو العيد الحقيقي.

في هذه المدينة، كل يوم لا يُقتل فيه طفل، هو عيد، وكل ليلة تمر دون أن يفقد شخص أطرافه أو أحبّته، هي شمعة تُضاء في صمت.

ويبقى السؤال معلقًا في وجدان الغزيين: هل ستبقى ذكرى الميلاد في غزة مرادفًا لذكرى من رحل؟ أم أنها ستبقى مناسبة للناجين ليحملوا الألم نيابة عن من غابوا؟.

Loading...