خاص | نابلس تختنق اقتصاديًا: حصار وحواجز والأسواق تئنّ تحت وطأة شُح السيولة وغياب الدعم
في ظل واقع اقتصادي خانق يضرب مدينة نابلس منذ أشهر، أكد الناطق الإعلامي باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس، ياسين دويكات، أن المدينة تعيش حالة اقتصادية غير مسبوقة، وصفها بـ"الانهيار والدمار الكامل"، نتيجة لتشابك عوامل سياسية واقتصادية وأمنية على رأسها الحصار الإسرائيلي الخانق.
وقال دويكات في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الوضع الاقتصادي المتردي لا يقتصر على نابلس فقط، بل يشمل كافة محافظات الوطن، لكن نابلس تعاني بشكل أكبر بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية المحيطة بها، والتي بلغت 30 حاجزًا منها 10 ثابتة، ما أدى إلى عزل المدينة وتقييد حركة المواطنين والبضائع.
وأوضح أن نابلس كانت تعتمد تاريخيًا على الزائرين من خارج المحافظة، من القرى المجاورة، أو من فلسطينيي الداخل، لكن اليوم، وبعد أن كانت تستقبل ما بين 100 إلى 120 ألف زائر يوميًا، لا يتجاوز عدد الزوار 15 إلى 20 زائرًا في اليوم الواحد. وأكد أن الزائر هو مستهلك ومحرّك رئيسي للنشاط التجاري.
وأضاف: "لم نعد نتحدث عن تراجع اقتصادي، بل عن انهيار فعلي. كل الأسباب التي أوصلتنا لهذا الوضع لا تزال قائمة، بل تزداد سوءًا، وآخرها قرصنة أموال المقاصة من قبل الاحتلال، ما أفقد السلطة القدرة على دفع الرواتب والمستحقات للقطاع الخاص".
وأشار إلى أن نحو 520 منشأة اقتصادية في محافظات الشمال أغلقت أبوابها أو خفّضت طاقتها الإنتاجية بنسبة تجاوزت 60%، في ظل تراجع الاستهلاك، وانكماش الأسواق، لا سيما بعد توقف التسويق لقطاع غزة، الذي كان يمثل منفذًا مهمًا لمصانع نابلس.
وقال دويكات إن أبرز القطاعات المتضررة هي السياحة، خصوصًا الفنادق والمطاعم، تليها قطاعات البناء والعقارات والمقاولات، في ظل شُح السيولة، وصعوبة الحصول على دفاتر شيكات، إضافة إلى تراجع ملحوظ في قطاعات المطاعم، الملابس، والأحذية.
وبشأن الشكاوى المتكررة من المستوردين حول الإجراءات الجمركية، أكد دويكات أن هناك أزمة حقيقية بسبب إدخال بضائع من خارج المعابر الرسمية خلال فترات إغلاقها، وهو ما تسبب في رفض بيانات جمركية من قبل وزارة المالية، وطالب بالتعامل بمرونة مع المستوردين، لأنهم لم يكونوا مسؤولين عن إغلاق المعابر.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية تحاول التخفيف من وطأة الأزمة من خلال إطلاق حملة "يلا على نابلس" لجذب الزائرين، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والأجهزة الأمنية التي وفّرت حالة من الأمن والاستقرار داخل المدينة.
وختم دويكات حديثه بالتأكيد على أن الحل الحقيقي هو سياسي، يبدأ بتحرير أموال المقاصة، وعودة السيولة النقدية، وإعادة تنشيط مصادر الدخل، بما في ذلك عودة العمّال للأسواق الإسرائيلية، وفتح الأسواق أمام الزوار، وإزالة الحواجز التي تحاصر نابلس وتخنق اقتصادها يومًا بعد يوم.