خاص| غزة في قبضة النار… قصف وتجويع ونزوح في ظل تهديدات باجتياح كامل

تعيش غزة واقعاً إنسانياً كارثياً مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث تزامن القصف المكثف مع تفاقم أزمة الغذاء والماء وانتشار الأمراض بين النازحين، وسط تهديدات بعملية اجتياح شامل لكامل القطاع.

في حديث خاص لـ"رايــة"، قالت مراسلتنا من غزة ربا العجرمي إنه خلال الساعات القليلة الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي أكبر عملية مسح وتدمير للمباني السكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، خاصة أحياء التفاح، الشجاعية والزيتون، باستخدام تفجيرات وروبوتات مفخخة وأحزمة نارية، ما أدى إلى دمار كامل لتلك الأحياء في لحظات. هذه العمليات تواصلت أيضاً في خانيونس والمناطق الجنوبية، بالتزامن مع قصف استهدف شمال ووسط القطاع.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن دخول المساعدات إلى غزة خلال الأيام الماضية كان جزئياً ولا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، معتبراً أن الاحتلال يحاول "تلميع صورته" بعد تصاعد الغضب الدولي من تفاقم المجاعة.

وأكدت المصادر الرسمية أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات أسفرت عن استشهاد 23 مواطناً وإصابة أكثر من 12 آخرين، ووصفتها بأنها "باهظة التكاليف وغير فعّالة"، في وقت لا يُسمح لوكالة الأونروا بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.

على الصعيد الإنساني، يفتقد السكان لمياه الشرب لأسابيع، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه على أكتافهم. كما تتكدس النفايات وتطفح مياه الصرف الصحي، ما يزيد من انتشار الأمراض مثل الحمى الشوكية وشلل الأطفال.

 أوضحت مراسلتنا من غزة أن موجة الحر الحالية تزيد المعاناة داخل خيام النازحين المصنوعة من القماش والنايلون، حيث تنتشر التقرحات الجلدية بين الأطفال، بينما يمنع الاحتلال السكان من الوصول إلى شاطئ البحر للصيد أو السباحة، بل ويطلق النار على من يحاول الاقتراب.

وأضافت خالد أن آلاف العائلات التي نزحت مؤخراً لم تجد مأوى سوى قطع قماش أو نايلون، في ظل منع إدخال مستلزمات الإيواء منذ أكثر من أربعة أشهر، موضحة ان  التهديدات الإسرائيلية باحتلال كامل القطاع، فقد لاقت تجاهلاً نسبياً من السكان الذين أصبح همهم الأول إيجاد الغذاء والماء.

وتؤكد خالد أن هذا الواقع المأساوي يجعل من أي حديث عن "مناطق آمنة" أمراً غير واقعي، في ظل دمار واسع في الشمال والجنوب واستمرار العمليات العسكرية في وسط القطاع.