الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:23 PM
المغرب 7:30 PM
العشاء 8:53 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

التحلية الخطرة: كيف يهدد السكر الصناعي صحة الغزيين في ظل الحرب والغلاء؟

الكثير من العائلات لا تقدر على شراء السكر في غزة بسبب سعره المرتفع
الكثير من العائلات لا تقدر على شراء السكر في غزة بسبب سعره المرتفع

راية - أماني شحادة

في أحد أسواق غزة المزدحمة، يجذب بائع الانتباه بندائه: "أحلى من السكر وبسعر ولا أوفر!". بين يديه أكياس صغيرة لا تحمل أي بطاقة تعريف أو تحذير طبي، تحتوي مادة بيضاء ناصعة تُسوَّق كبديل مثالي للسكر وسط الغلاء الحاد ونقص الإمدادات. غير أن ما يراه البعض حلاً اقتصادياً، قد يتحول إلى تهديد صامت للصحة العامة.

شمس آدم، أم لأربعة أطفال، وجدت نفسها مجبرة على استبدال السكر الطبيعي بمادة "السكرالوز" – مُحلٍّ صناعي – بعدما بات السكر الأبيض نادراً وباهظ الثمن. لكنها تقول إن النتيجة كانت مثيرة للقلق.

"بدأ أطفالي يعانون من مغص، فقدان شهية، ودوخة مستمرة. نصحني الطبيب بالتوقف عن استخدامه فوراً"، تقول شمس لـ"رايــة"، مضيفة أنها تشعر بالذنب: "لا نملك رفاهية الاختيار، لكننا لا نحتمل أيضاً تبعات صحية على أولادنا. نريد بدائل آمنة، لا أن نعالج الجوع بالمرض".

بهاء سليم، شاب من غزة، لجأ أيضاً إلى "السكرالوز" لتحلية الشاي، بعدما عرفه عبر منشور على فيسبوك. لكنه، وبعدما سمع تحذيرات من أصدقائه ومصادر طبية، بدأ يقلل استخدامه.

"اخترته لأنه الأرخص، مش لأنه الأفضل. لو توفر السكر الطبيعي بسعر مناسب، بوقفه فوراً"، يقول بهاء.

من جانبه، حذر الدكتور صالح الطويل، أخصائي تحاليل أدوية وسموم وخبير الصحة العامة، من الاعتماد المتزايد على المحليات الصناعية في غزة، خاصة في ظل غياب الرقابة وضعف الوعي بمخاطرها.

وأوضح أن "السكرالوز" أكثر حلاوة من السكر الطبيعي بنحو 600 مرة، ويُستخدم بكثرة في الصناعات الغذائية، لكن الإفراط فيه – خصوصاً للأطفال، الحوامل، ومرضى الأمراض المزمنة – قد يؤدي لاضطرابات هضمية، ويؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، إضافة إلى مخاوف علمية حول تأثيراته العصبية والتمثيل الغذائي.

وأكد الطويل أن "الفقر لا يجب أن يُقابل بحلول سريعة على حساب الصحة العامة"، داعياً وزارة الصحة والجهات المعنية إلى ضبط بيع هذه المواد، وإطلاق حملات توعية، وتوفير بدائل آمنة ومدعومة، حتى لا يتحول البحث عن التوفير إلى خطر على حياة المواطنين.

وأشار إلى أن "السكّر المحلّى" أصبح خيارًا مفروضًا على كثير من العائلات، لا سيما في ظل انهيار القدرة الشرائية وغياب البدائل المدعومة.

وختم الطويل بالتحذير: "الأزمات لا تبرر تعميم البدائل، بل تستدعي سياسات وقائية تحمي الناس من أذى قد لا يظهر الآن، لكنه سيفتّك لاحقًا".

Loading...