باحث سياسي لراية: محادثات جنوب السودان جزء من خطة حقيقية لاقتلاع الفلسطينيين

أكد الكاتب والباحث السياسي عدنان الصباح أن تلويح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مجددًا بخيار التهجير القسري لأهالي قطاع غزة ليس جديدًا، بل هو امتداد لمشروع أمريكي-إسرائيلي قديم، مشددًا على أن الظروف التي سمحت بوقوع النكبة عام 1948 وهزيمة 1967 لم تعد قائمة، وأن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه بهذه الطريقة.

وقال الصباح في حديث خاص لــ"رايــة"، إن هذا المشروع لم يغب عن نتنياهو ولا عن الإدارة الأمريكية، وهو يخدم الأهداف الصهيونية والأمريكية في آن واحد. وأوضح أن التهجير القسري طُرح منذ بدايات القرن الماضي، وحاول الاحتلال تنفيذه في غزة خلال السبعينيات دون نجاح، ويواصل المحاولات منذ عامين لكنه لن يفلح.

وأضاف أن حتى الدول التي قد يُطرح عليها استقبال الفلسطينيين تدرك أن الأمر ليس بهذه البساطة، فاستقبال شعب مُقتلع من أرضه ويعاني من جرائم الاحتلال لن يكون أمرًا سهلًا أو مستدامًا، وسيشكّل عبئًا وعدم استقرار داخلي لهذه الدول.

وحول المحادثات مع جنوب السودان، شدد الصباح على أنها تعكس خطة حقيقية قيد الإعداد، وأن الاحتلال يسعى لإيجاد دول يمكن إغراؤها عبر الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يحل الأزمة بل سينقلها إلى هذه الدول.

وبيّن أن الاحتلال يحاول أيضًا دفع الفلسطينيين إلى البحث عن حلول فردية وخلاص شخصي، بدلًا من الصمود الجماعي في وجه المخطط.

وفي قراءته للموقف الدولي، اعتبر الصباح أنه لا يوجد موقف حقيقي، وأن اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين هو في جوهره هروب من التزاماتها الحقيقية، وعلى رأسها فرض العقوبات على الاحتلال وإجباره على وقف المجازر.

وقال إن ما يقوم به الاحتلال على الأرض هو إلغاء لفكرة الدولة الفلسطينية، وأن بعض الاعترافات الدولية تأتي مشروطة بتسليم سلاح المقاومة وتغيير بنية السلطة الفلسطينية، بل والتدخل في تشكيل إدارات حكم غزة، معتبرًا أن هذه الشروط تمثل عقابًا للشعب الفلسطيني وليس للاحتلال.