خاص| مرحلة جديدة من "عربات جدعون" في غزة.. فشل الأهداف يفرض استمرار العدوان

في ظل فشل العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها المعلنة، أطلق جيش الاحتلال ما وصفه بمرحلة جديدة من هذه العملية داخل قطاع غزة، في محاولة لتغطية الإخفاقات السابقة وتبرير استمرار العدوان، الذي خلّف خسائر كبيرة في صفوف جنوده ومعداته.

قال المحلل السياسي رامي خريِّس، مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن إعلان الاحتلال عن "مرحلة أخرى من عربات جدعون" بدلًا من عملية منفصلة، يعكس رفض رئيس أركان جيش الاحتلال الاعتراف بفشل العملية.

وأضاف أن "جميع المصادر والمحللين العسكريين الإسرائيليين أقروا بأن العملية لم تحقق أهدافها، بل تكبّد الاحتلال خسائر كبيرة، إذ قُتل أكثر من 40 جنديًا وضابطًا خلال أيامها الأولى، إلى جانب تدمير واسع في آلياته ومعداته".

وتابع خريِّس: "إذا كان الهدف المعلن استعادة الأسرى أو القضاء على المقاومة، فهذا لم يتحقق. المقاومة صمدت وكبّدت الاحتلال خسائر فادحة، لذلك فضّلوا الإعلان عن مرحلة ثانية بدلًا من الاعتراف بالفشل الكامل".

وأشار إلى أن الاحتلال حدد أهداف المرحلة الجديدة في غزة تحديدًا، عبر محاولة نزع سلاح المقاومة، واستعادة الأسرى، وإخلاء مدينة غزة وشمال القطاع باتجاه ما يسمى المنطقة الإنسانية. لكن خريِّس أكد أن "المنطقة الإنسانية" ليست سوى وهم دعائي، إذ إنها تتعرض للقصف والتدمير يوميًا.

وأوضح أن حكومة الاحتلال، وخاصة نتنياهو، كررت أن اليوم التالي للحرب لن يكون تحت إدارة حماس ولا السلطة الفلسطينية، بل جهة تقبل العيش بجوار "إسرائيل"، وهذه الأهداف السياسية تُسوَّق منذ بداية الحرب لكنها لم تتحقق حتى الآن.

وحول ما ينتظر الاحتلال من المقاومة في المرحلة المقبلة، شدّد خريِّس على أن "المقاومة نجحت خلال الأيام الماضية في تنفيذ عمليات نوعية، منها استهداف آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة، ومحاولة أسر جندي في عملية 'الباقورة'، إضافة إلى إسقاط عشرات الجنود والضباط بين قتيل وجريح، وتدمير دبابات ومدرعات".