خاص| نزوح غزة مستحيل إنسانيًا.. 90% من آبار المياه خارج الخدمة وكارثة تلوح بالأفق

حذر مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية، رأفت المجدلاوي، من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية قد يشنها الاحتلال على مدينة غزة، مؤكداً أن النزوح الجماعي لمليون و300 ألف مواطن "مستحيل إنسانياً ومؤسسياً"، في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية.
وقال المجدلاوي في حديث خاص لــ"رايــة": "نحن لا نتمنى أن يكون هناك ما يسمى عملية عسكرية في مدينة غزة، فالأساس هو وقف العدوان وإنهاء الاحتلال. القوانين الدولية تُلزم قوة الاحتلال بحماية المدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم، والمستشفيات، والمؤسسات التعليمية، وعدم تهجير السكان قسراً. لكن ما يجري اليوم في غزة يمثل خرقاً صارخاً لهذه القوانين."
وأشار إلى أن أكثر من 90% من آبار المياه في غزة خارج الخدمة، فيما لا يتوفر الطعام الكافي للسكان وفق تقارير منظمات دولية، إضافة إلى توقف العديد من المستشفيات عن العمل بسبب الاستهدافات المتكررة ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية والمحروقات اللازمة للتشغيل.
وأضاف المجدلاوي: "نحن أمام تهديدات خطيرة ستؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا، في ظل غياب الماء والطعام والرعاية الصحية، وهي احتياجات أساسية لأي مدنيين في العالم."
وأوضح أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الوضع المأساوي في غزة، قائلاً: "هو المسؤول عن منع الطعام والدواء والسولار، وهذه الإجراءات موثقة ومرصودة دولياً."
وتابع: "في حال نزوح سكان غزة إلى المناطق الوسطى أو خان يونس، فالوضع سيكون أصعب بكثير، لأن هذه المناطق مكتظة أصلاً بالسكان ولا تتوفر فيها بنية تحتية قادرة على استيعاب هذه الأعداد الضخمة. آبار المياه والصرف الصحي معطلة، والمستشفيات هناك لا تملك السعة ولا الإمكانيات الطبية اللازمة."
وبيّن أن سكان مدينة غزة البالغ عددهم قرابة مليوني نسمة، كانوا يخدمهم قبل العدوان نحو 36 مستشفى، بينما في حال النزوح سيضطرون للاعتماد على 4 أو 5 مستشفيات فقط، مثل مستشفى شهداء الأقصى الحكومي في الوسطى، ومستشفى العودة، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس.
وختم المجدلاوي حديثه قائلاً: "بالمعنى الكمي والنوعي لن تكون هذه المستشفيات قادرة على خدمة هذه الأعداد، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية جديدة، يتعمد الاحتلال من خلالها تعميق أزمات السكان المدنيين في قطاع غزة."