خاص| غزة بين التهدئة وطبول الحرب.. الخروقات الإسرائيلية محور مباحثات القاهرة
بعد أكثر من أربعين يومًا على سريان التهدئة في قطاع غزة، تتواصل الخروقات الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة، في ظل تنامي المخاوف من محاولات إعادة تقسيم القطاع وفتح مسارات جديدة للهيمنة الميدانية.
وفي هذا السياق، كشف د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، في حديث خاص لـ"رايــة" تفاصيل اللقاء الذي جمع حركة حماس بالمخابرات المصرية في القاهرة، وأبرز الملفات التي طُرحت على الطاولة، بما فيها مستقبل لجنة التكنوقراط، والدور المصري، والمخططات الأمريكية، وحقيقة ملف “نزع السلاح”.
وقال الرقب، إن اللقاء الذي جمع حركة حماس بقيادة المخابرات المصرية في القاهرة "لم يكن لقاءً مجدولًا مسبقًا"، بل جاء بناءً على طلب من المخابرات المصرية ومن حركة حماس، موضحًا أن الاجتماع خُصص لمتابعة التطورات الميدانية المتعلقة بالخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء التفاهمات.
وأضاف أن قطاع غزة يشهد منذ أكثر من 40 يومًا من التهدئة عشرات الخروقات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، "دون أن يُسجل مجلس الرقابة العسكري أي موقف واضح تجاه هذه الانتهاكات".
وأشار إلى أن مجلس الرقابة العسكري—ومقره في منطقة الفالوجة سابقًا، كريات جات حاليًا—"يلتزم صمتًا غريبًا"، رغم أنه يضم مبنى من ثلاثة طوابق: الأول للإسرائيليين، والثاني يضم أكثر من عشرين مراقبًا من دول مختلفة، بينها دول عربية، والثالث للأمريكيين.
وتابع الرقب: "هذا الصمت أثار استياء حركة حماس، خاصة بعد أن نشر الاحتلال فيديو يدّعي أن أحد مقاتليها ترجل من مركبة وأطلق النار على الجنود. هذا ليس من أسلوب الحركة، وهي تدرك أنها لا تستطيع خرق التهدئة، وقدراتها على الرد أصبحت محدودة للغاية".
وأوضح أن مقاتلي حماس في أنفاق رفح "محاصرون بشكل كامل"، وأن من يخرج منهم "يضطر للخروج بحثًا عن الطعام بعد فصل رفح تمامًا عن خان يونس، لكن الاحتلال يمنعهم من ذلك".
وأكد أن الاحتلال هو الطرف الوحيد الذي يمارس الخروقات، وأن اجتماع القاهرة بالأمس ناقش هذه الانتهاكات، وطلب تحركًا جديًا من الوسطاء، إضافة لمناقشة ملف لجنة التكنوقراط وضرورة إنجازها سريعًا قبل أن يبدأ مجلس السلام الدولي الحديث عن تشكيلها. وقال: "إذا استمرت الخلافات الفلسطينية، سيذهب المجلس لتشكيل اللجنة بنفسه".
وقال الرقب إن قرار مجلس الأمن 180 "نصّ بشكل واضح على الدور المصري في هذه المرحلة"، وإن مصر يمكنها التحرك، "لكن الحقيقة أن الطرف الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل هو الولايات المتحدة".
وكشف أن “وول ستريت جورنال” نشرت خرائط أمريكية تدعم تقسيم غزة إلى منطقتين:
منطقة خضراء لإعادة الإعمار،
وأخرى “صفراء” للسيطرة الأمنية.
وأضاف أن هذا التوجه سبق أن صرّح به نائب الرئيس الأمريكي قبل أسبوعين، في إطار مخطط أمريكي يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمناورة، مؤكدًا أن الصمت الدولي على الخروقات "يعطي الاحتلال فرصة لقتل الفلسطينيين وتغيير خرائط السيطرة".
وأشار إلى أنه يستبعد عودة الحرب الشاملة على غزة، لكن "ما يجري الآن هو سيناريو أقرب للعمليات المحدودة، كما يحدث في لبنان، دون الذهاب لحرب كاملة".
